سارة صلاح تكتب: الحلم
سارة صلاح
فى يوم 12/11/2016 بدأت تجربتى فى «الوطن»، حيث توجهت فى ذلك اليوم لإجراء مقابلة مع أستاذتى سماح عبدالعاطى، التى فاجأتنى بمقابلتها لى وكأنها تعرفنى، وبعد حوار دار بينى وبينها حول دراستى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، أخبرتنى بأنه متاح لى فرصة للتدريب لمدة شهر «قابل للزيادة» إذا تمكنت من إثبات ذاتى، حينها زاد خوفى وقلقى فهى المرة الأولى التى أعمل بها فى هذا المجال.
كان يراودنى طوال فترة تدريبى شعور بأننى لن أستمر بالعمل فى هذا المكان الضخم، فهم «عمالقة» وأنا «ولا حاجة» وليس لدىّ أى خبرة فى المجال الصحفى، كنت أنظر لأساتذتى وزملائى بالقسم بشغف وأسأل نفسى: «هو ممكن فى يوم أكون زيهم؟»، لكن الإجابة كانت تأتى لى سريعاً حين أحاور بعضهم: «اجتهدى وخلى عندك طموح وانت توصلى». وبعد مرور أسبوعين على وجودى فى «الوطن» نُشر لى أول موضوع، شعور مختلف وفرحة كبيرة، فهو بالنسبة لى كان مجرد حلم ليس أكثر، أتذكر كلمات أستاذة سماح لى حينها: «مبروك اسمك منور النهارده»، وبعد مرور شهور قليلة حاولت فيها أن أبذل قصارى جهدى لأثبت لهم أننى على قدر الثقة التى منحوها لى، أخبرتنى أستاذتى بأننى اجتزت الاختبارات وأصبحت جندية فى كتيبة التحقيقات، وقتها شعرت بأننى «محظوظة» أكثر من غيرى، لأنه أتيحت لى فرصة كبيرة أتعلم فيها من أساتذتى الذين لم يبخلوا علىّ فى يوم بمعلومة أو بمصدر، بل كانوا وما زالوا أكثر حرصاً منى على شغلى واسمى، ولذلك أحب فى أول مقال أكتبه فى جريدتى أن أشكرهم على ما يفعلونه معى.. بدءاً من أستاذ محمود مسلم، رئيس التحرير، الذى فتح أبواب الجريدة للصحفيين المتدربين، وجعل المعيار الأول والأخير للاستمرار بها الكفاءة والتميز وليس الواسطة والمحسوبية، مروراً بأستاذة سماح عبدالعاطى لأنها أتاحت لى الفرصة أن أصبح واحدة من هذا القسم، وأستاذتى دارين فرغلى التى دائماً تشجعنى بكلماتها على أن أستمر وأكبر فى هذا المجال.. ولم أنكر دور أستاذتى مروة ياسين التى منحتنى الفرصة لحضور أكثر من دورة تدريبية داخل المؤسسة.. شكراً لـ«ابن العمدة» أستاذى محمود عبدالرحمن على وقته، الذى خصصه ليعلمنى شيئاً مختلفاً فى هذه المهنة، أما أستاذى المُتفرد «عبدالفتاح فرج» فأنا عاجزة عن وصف ما فعله معى حتى بعدما غادر الجريدة، لم أنس كلماته لى التى كان يحرص دائماً على قولها لتشجيعى، شكراً لزملائى فى الجريدة تعلمت منكم الكثير وما زال أمامى الكثير والكثير أيضاً.