عبد الوهاب عيسى يكتب: تعلمت فيها
عبد الوهاب عيسى
كان عهدى بالصحافة أنها مهنة لا يعلمك أحد فيها شيئاً، وإنما تجاربك المهنية، خاصة المؤلم منها هى ما يُكون خبراتك، وأن طموحك ورغبتك فى الاستمرار هو ما يشكل مهاراتك، لذا فعليك السير دائماً فى قلق بين إنجاز العمل واستخلاص الدروس المستفادة كل يوم، فهى ليست مهنة البحث عن المتاعب فى متابعة الأحداث الصعبة فقط، وإنما متاعب غياب من يعلمك.
فى «الوطن» تغيرت تلك التصورات بشكل كامل، وبدا واضحاً من اليوم الأول قواعد جديدة للعمل الصحفى، تقتل القلق القديم، وتثير الرغبة فى الإبداع، فالتعليم والتطوير دائمان ودائبان، وكان من القواعد الجديدة التى سمعت بعضها بأذنى أو استخلصتها من قيادات وزملاء العمل، أن العمل المؤسسى السبيل الوحيد للنجاح، ولا تهاون فى احترام المؤسسة ونظمها ولوائحها، وأن «الوطن» ملك الوطن بشعبه ومؤسساته وأننا وهبنا أنفسنا لحماية شعب وأرض ودولة عريقة خالدة وتكريس احترام المواطن لذاته ووطنه.
وأننا فى «الوطن» عين الناس ولسانهم ومصدر المعرفة والكشف والتفسير والوعى ونقطة التقاء المواطن والمسئول، وأيما تهاون فى معايير نقل العالم وشرحه للقارئ ونقل نبض الشارع للمسئول خيانة للأمانة لا غفران لها.
ومن القواعد الراسخة للعمل فى نقاط، أنك مبتكر ولست موظفاً وإن لم تدرك ذلك جيداً فى كل لحظة فستفقد كارت «الوطن» الذى تحمله، وأن احترام الإنسان هو المقدس الأول لمهنتنا، والمقدسات الدينية والعادات الإيجابية للمجتمع ثانيها بينما العادات غير الإيجابية انقض عليها وافترسها لتبيدها وتزيلها بالوعى.
ابتعد عن الابتذال، وكل مطروق ومتاح من الأخبار والأفكار، ولا بد من زاوية رؤية خاصة بك أثناء متابعتك للأحداث.
وظيفة المدير تيسير مهمة المحرر ودعمه فى الإبداع وليس التعقيد أو وضع العراقيل، الاجتماعات فرصة لتلاقح الأفكار والتكامل بيننا، والتدريب ومزج كل جديد بلحمك ودمك وتطبيقه فرض عين. أنت فى مهنة لها أصول وقواعد وسلوكيات راسخة، وتجاوز ذلك فى المظهر أو الجوهر فيه حتفك المهنى.
القارئ أساس وجودك ووقود استمرارك ووقته ثمين جداً ومن حقه أن يجد لديك معرفة موثقة فى قالب جيد مقابل اللحظات التى سيمنحها لك.
الشك رفيقك المخلص ومخلصك من رذيلة نقل معلومة خاطئة أو استخدام المصادر لك لتصفية حسابات أو الظهور للمواطن عبرك دونما استحقاق.
فكر كمتحرر، واعرض فكرتك على إدارة التحرير كمحافظ ونفذها للقارئ كقديس جعل من عادات المجتمع شريعة له.
يشترط فى صحفى «الوطن» المرونة التامة، والقدرة الكاملة على القيام بكل ألوان الصحافة فى لحظة واحدة، والقدرة على متابعة جميع المصادر والتنقل بينها بسلاسة دونما هبوط فى المستوى.
الثقافة المجتمعية والخاصة عمادنا وحماية الدولة غايتنا، ونشر الوعى عبر الكتابة أسمى أمانينا.