محمد بخات يكتب: تجربتى فى المحافظات
محمد بخات
جاءتنى مكالمة فى شهر 11 عام 2011 من أخى الكبير الكاتب الصحفى أسامة خالد، يطلب منى الانضمام إلى فريق عمل جريدة جديدة ستصدر عن قريب، يترأس تحريرها الكاتب الكبير مجدى الجلاد ومعه نخبة من الكتاب والصحفيين المعروفين المؤسسين للجريدة، فسألته عن اسمها فأجابنى «الوطن»، فقلت له إنه لشرف لى أن أعمل مع هذه الكوكبة من الصحفيين فى تجربة جديدة تسعى للتميز، وكنت أعمل وقتها فى إحدى الصحف اليومية، فتقدمت باستقالتى، وتفرغت تماماً، وعقدنا أول اجتماع مع بداية عام 2012 للتعارف على فريق العمل بقسم المحافظات، وكان أول لقائى معهم جميعاً شيئاً جميلاً ومبشراً، وبدأنا فى العمل من العدد الزيرو، وتقدمت ببعض الأفكار لعمل تحقيقات وملفات عن محافظة مطروح التى أقوم بتغطيتها، وكان ملف تهريب السلاح من ليبيا أول تحقيق سلمته للجريدة، أعقبته سلسلة من التحقيقات وتنفيذ بعض الموضوعات الجديدة، منذ البداية كان هناك تعاون كبير من جانب القسم، ودائماً ما كنا نلقى حافزاً معنوياً من رئيس القسم آنذاك أسامة خالد وصلاح البلك الكاتب الصحفى نائب رئيس القسم فى هذا الوقت، وتبنيهما الأفكار الجديدة وتشجيعهما لنا بشكل مستمر، حاولت أن أقدم الجديد وأن أبذل قصارى جهدى فى تنفيذ فكرة جديدة، أو تغطية متميزة، والجميل أن إدارة التحرير كانت تقدر الجهود المبذولة، من أى زميل، وحظيت بعدة مكافآت تشجيعية مع بداية عملى وشعرت أن هناك تقديراً للعمل والجريدة تراعى ذلك، وكان من أسعد الأعمال التى قدمتها موضوع «أوجارين.. أفقر ناس فى مصر»، الذى ذهبت خلاله إلى هذه المنطقة التى توجد على الحدود الليبية، فى أبعد نقطة فى عمق الصحراء، وكانت سعادتى الأولى بالكتابة عن مواطنين يعيشون على شمال الدنيا تناستهم الحكومات المتعاقبة على مر التاريخ، والثانية بتقدير إدارة التحرير والقسم لمثل هذه الموضوعات المصنوعة، وفى أول تدريب مجمع لجميع الزملاء مديرى مكاتب ومراسلى المحافظات، تعرفت على زملاء غاية فى الاحترام والمهنية، وتحدينا أنفسنا والجرائد المنافسة لنكون نداً لأى جريدة حتى ولو تجاوز عمرها الـ100 عام وقد كان، حاولنا إثبات ذلك فى التغطيات فى الأحداث المهمة مثل الاستفتاءات على الدستور والانتخابات الرئاسية، كى نثبت للجميع أننا قادرون على المنافسة وتقديم الأفضل، وأن «الوطن» ولد كبيراً منذ أول يوم له، بناسه وكل من يعمل به، فالجميع على قدر المسئولية، متميزون ويبذلون كل ما فى وسعهم ليكون «الوطن» فى المقدمة.
وشرفت بالعمل تحت رئاسة الكاتب الكبير محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن»، ومع وجود تغيير فى القسم وانضمام أعضاء جدد به، الجميع يحاول التطوير والبحث عن الجديد والتدريب المستمر ورفع الأداء وتطوير إمكانات الكوادر البشرية بالجريدة، فكلنا داخل الجريدة نعرف ونؤمن بشعارها «الوطن قوته فى ناسه»، حقاً إنها تجربة جميلة سعدت أننى جزء منها منذ بدايتها وحتى الآن، أحاول من خلال هذا المنبر الإعلامى أن أخدم الناس وبلدى وأقوم بدورى الصحفى ولا زلت أشعر حتى الآن أنه ما زال لدىّ الكثير من العطاء الذى لم يخرج بعد، وأننى سأعطى «الوطن» الجريدة والدولة الكثير والكثير وأبحث عن المغامرات الصحفية والملفات القوية، والتغطيات المتميزة، فشكراً لكل زملائى ورؤسائى الداعمين لنا.