غرائب وجرائم| إنقاذ لي من الإعدام شنقا.. بدأ بحلم وانتهى بمعجزة
جون لي
"لن أشنق، أنا برئ والله يعلم ذلك".. كلمات رددها المتهم جون لي، البالغ من العمر 20 عاما، ويواجه حكما بالإعدام، أمام القاضي، بعد أن سأله "هل تريد الإفصاح بشيء؟"، وفوجى الأخير بالهدوء التام الظاهر على المتهم، فبدا له أنه شخصا لا يقتل في لحظة غضب.
كان جون لي في الأعوام الـ3 الأخيرة، قبل القبض عليه، يعمل في خدمة الآنسة إيما آن كيز، وهي عجوز عانس، داخل منزلها الموجود في دوفن، كبستاني، مع بعض الأعمال الأخرى التي كانت تكلفه بها، ويحصل مقابلها جميعا على 4 شلنات في الأسبوع، ولم يفلح غناها في تخليصها من صفة البخل.
ووجدت كيز مقتولة داخل حجرة "الخزين"، في 14 نوفمبر 1884، بسكين البستاني لي، الذي كان يستخدمه دوما، لذا سارعت الشرطة في القبض عليه من غرفته الصغيرة الواقعة بجوار حجرة الخزين، الذي وجدت فيه الآنسة كيز مذبوحة، بتهمة قتلها.
وقضت المحكمة بإعدام لي شنقا، في 4 يناير 1885، بعدما تبين أن كيز كانت قاسية مع كل العاملين لديها، سواء من خلال فرض ساعات عمل طويلة شاقة عليهم، أو تقديم طعام قليل لهم، إضافة إلى إعطائهم أقل الأجور، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه "أغرب من الخيال".
وعاملت الآنسة كيز، عامل بستانها لي بشكل أكثر قسوة عن الآخرين، فكانت تخصم له كل فترة من راتبه، رغم قلته، كما قالت له إنها "سوف تنقص من أجره شلن كل أسبوع"، ما جعل المحكمة ترى أن هذا هو دافع لي لقتلها.
وقبل تنفيذ الإعدام بيوم واحد، رأي لي في منامه أن "الفتحة التي يقف عليها فوق منصة الشنق لن تفتح"، وفي هذا الوقت كان رجال السجن يجهزون المشنقة، وجربوها 5 مرات وفي كل مرة عملت بشكل طبيعي، وتكونت المشنقة آنذاك من ضلفتي باب في الأسفل يمسكهما ترباس، يتحكم فيه ذارع موصولة بالرافعة، وعندما يقف الشخص المحكوم عليه بالإعدام عليها، يضع كل قدم على ضلفة من ضلفتي الباب، وهنا يتحرك ذراع الرافعة وينسحب الترباس فتسقط الضلفتان إلى الأسفل، ومعها الشخص المشنوق إلى بئر، وهو معلقا بحبل في رقبته".
وبمجرد استيقاظ لي من النوم في صباح 22 فبراير 1885، في الـ7 صباحا، روى لي للحارس صموئيل بنيت، ما شاهده في المنام، قائلا: "رأيت في منامي أنني أقاد إلى حديقة صغيرة تنصب وسطها المشنقة ثم أدفع لصعود درجات المشنقة، ثم أدفع لصعود درجات المشنقة، ويوضع غطاء على رأسي، وأدخل حبل المشنقة حول عنقي، سمعت منفذ حكم الإعدام يدفع الرافعة، وأحسست بالترباس يتحرك تحت قدمي، لكن الباب الذي أسفلي لم يفتح!، لذلك اعتقد أنهم لن ينجحوا في إعدامي".
وتحول الحلم إلى حقيقة خلال نصف ساعة، عندما غادر لي من زنزانته في الساعة الـ8 صباحا، وسار رافعا رأسه عبر ممرات سجن أكستر في طريقه لمكان تنفيذ الحكم، بوجه جامد يخلو من أي ملامح أو تعبيرات، وكأنه لم يكن ذاهبا للمشنقة، فكانت المشنقة بالفعل في حديقة صغيرة داخل أسوار السجن لا يستطيع السجناء رؤيتها، وجرى تقييد قدميه ووضع الغطاء على رأسه والحبل حول رقبته، رفعت الرافعة وسمع كل الحاضرين صوت الترباس، وهو يتحرك من مكانه، إلا أن لي ظل في مكانه، لم يسقط داخل البئر لأن الباب لم يفتح.
ظل لي هادئا كالمعتاد عليه، وعاد إلى زنزانته مرة أخرى، وترك المختصون خلفه يفحصون باب المشنقة، ويجربونه من جديد، ليتأكدوا مرارا أنه يعمل بكفاءة دون عطل، وجاء لي لتنفيذ الحكم مرة ثانية، ليتكرر ما حدث مرة أخرى، وفي المحاولة الثالثة تكرر فيها ما وقع في سابقتيها، ليتحدث الشاب من خلف الغطاء قائلا: "لن تتمكنوا من إعدامي، فالله يعلم أني برئ".
وهنا تساقطت الدموع من عين القسيس الحاضر لتنفيذ الحكم، قائلا: "برجاء هذه إرادة الله، لا يجب أن تحاولوا إعدام هذا الفتى مرة أخرى"، وبالفعل أمر ضابط السجن برجوع لي إلى زنزانته، وكتب تقريرا بما حدث إلى السلطات الأعلى، وتم تخفيف الحكم عليه إلى السجن المؤبد.
وسجن لي لمدة 20 عاما، قبل أن يفرج عنه، وعاش 15 عاما بعدها، يحكي قصته التي علم خلالها أنه "لن يشنق"، وتوفى عام 1920 بشكل طبيعي.