مونديال الشرق| الجزائر 86.. بصمة في تاريخ الكرة بنقطة واحدة
منتخب الجزائر 86
بعد غيابات تفاوتت مُددها، عادت منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب للظهور في أكبر محفل رياضي عالمي بعد تأهلهم لكأس العالم في روسيا المقام خلال الفترة من 14 يونيو وحتى 15 يوليو 2018، وذلك بجانب منتخب إيران الذي شارك في النسخة الأخيرة بالبرازيل عام 2014.
منتخب مصر سجل آخر مشاركاته في كأس العالم بمونديال إيطاليا 1990، فيما غابت المغرب عن المشاركة منذ عام 1998 حين أُقيمت البطولة في فرنسا، فيما ظهر منتخبا السعودية للمرة الأخيرة بالمونديال في 2006 التي نظمتها ألمانيا.
"الوطن" تستعرض طوال شهر رمضان الكريم تاريخ المشاركات السابقة لـ"منتخبات الشرق" في المونديال.
مشاركة الجزائر الأولي في تاريخها كانت بمونديال 1982 المقام بإسبانيا، وترك محاربو الصحراء بصمتهم خلال تلك المشاركة رغم خروجهم من الدور الأول حين أجبروا الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" على تغيير قوانيه بلعب آخر جولة في البطولة في توقيت واحد.
ففي 1982 قدمت الجزائر أداءً مذهلاً، وحققت الفوز على منتخب ألمانيا المرعب بهدفين مقابل هدف فيما عُرف باسم "معجزة خيخون" نسبةً إلى المدينة الإسبانية التي كانت تُقام عليها مباريات المجموعة التي كانت تضم أيضاً النمسا وتشيلي.
لم يجد منتخبا النمسا وألمانيا أمامهما إلا التآمر لإخراج محاربي الصحراء من البطولة، بعد أن سيّرا مباراتهما في الجولة الأخيرة بالنتيجة التي تؤدي لصعودهما معاً وخروج الجزائر، الأمر الذي اضطر الفيفا لوضع قانونٍ يقضي بإقامة مباراتي الجولة الأخيرة في المجموعة في توقيتٍ واحد، وهو القانون الذي تم تطبيقه في مونديال المكسيك 1986.
بعد الأداء المذهل لمحاربي الصحراء في مونديال إسبانيا افتتح المنتخب الجزائري مواجهاته في التصفيات المؤهلة للكأس العالم 86 بمواجهة منتخب أنجولا، محققاً تأهل هزيل للدور التالي بالفوز 3/2 بمجموع المباراتين، لكن سرعان ما عاد منتخب الجزائر لاكتساح الخصوم في الأدوار التالية، ليهزم زامبيا 3/0 بمجموع المباراتين، ويسحق جاره المنتخب التونسي في عقر داره ذهاباً 4/1، ويكرر الفوز إيابًا بثلاثة أهداف نظيفة، متأهلًا للمونديال عن استحقاقٍ وجدارة.
مجموعة الموت كانت في انتظار محاربي الصحراء بمونديال المكسيك 1986 تحت قيادة مدربهم التاريخي رابح سعدان، حيث وقع المنتخب الجزائري مع منتخب السيليساو البرازيلي حامل لقب النسخة السابقة، والماتادور الأسباني أحد المرشحين للفوز باللقب، إلى جانب منتخب أيرلندا الشمالية.
افتتح الجزائريون مبارياتهم في البطولة بمواجهة أضعف فرق المجموعة أيرلندا الشمالية، إلا أن الأمور لم تكن سهلة على رفاق النجم رابح ماجر، حيث تقدم المنتخب الأيرلندي بهدف نورمان ويتسيدي، ولم يُدرك منتخب الجزائر من هذه المباراة إلا التعادل بهدف جمال زيدان.
في المباراة الثانية لمنتخب الجزائر مع منتخب السامبا، قدم أبناء رابح سعدان مباراةً كبيرة، وأضاعوا العديد من الفرص، إلا ان رفاق الدكتور سقراط سجلوا هدف الفوز في الدقيقة 66 عن طريق كاريكا مهاجم "ساوباولو" حينها.
التقى محاربو الصحراء في مباراتهم الأخيرة مع منتخب إسبانيا القوي، الذي حسم المباراة بثلاثيةٍ نظيفة عن طريق كالديري "هدفين" وألوي خوسيه، ليودع منتخب الجزائر البطولة بنقطة واحدة بعد طموحاتٍ كبيرة بتكرار إنجاز 1982.