الحسينى محمد يكتب: يعنى إيه قوة؟
الحسينى محمد
«البقاء للأقوى».. من المؤكد أنك سمعت هذه العبارة يوماً ما واصفاً صراعاً بين طرفين أو أكثر، لكن عزيزى القارئ اسمح لى أن ألفت انتباهك إلى انقراض الديناصورات أقوى كائنات عصرها، لفشلها فى التأقلم والتكيف مع تغيرات المناخ، وكأنه درس تعلمه الطبيعة لنا، فالبقاء لم يكن يوماً «للأقوى» بل للأكثر قدرة على التكيف والتأقلم.
هذا ما تذكرته عند رؤية علامة أعجبنى «Like» على لافتة ضخمة تراها من بعد، مكتوب عليها عنوان للمراسلات «1 طريق القراصنة (منلو بارك) بولاية كاليفورنيا» هنا المقر الرئيسى لأكبر شركة فى العالم «فيس بوك».. فى الجهة الأخرى من هذه اللافتة ترى علامة تجارية لشركة «صن مايكروسيستمز» شركة تكنولوجيا معلومات كانت من الكبار فى عصرها، لكنها أفلست قبل أن تستحوذ عليها شركة «أوريكل» عام 2009.
السر وراء وجود لافتة أخرى فى الخلف من لافتة «فيس بوك» هو أن مقر «فيس بوك» كان يوماً ما مقراً لشركة «صن» التى أفلست لعدم قدرتها على التطور، وحرص مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «فيس بوك»، على وجود هذه اللافتة لكى يذكر نفسه وموظفى شركته بأن الإبداع والابتكار هو السبيل الوحيدة للبقاء.
وهذا ما أدركته إدارة جريدة «الوطن»، فالتطور والتكيف أفضل طريقة للنجاح والاستمرار، التطور هو معيار القوة الحقيقى، ولذلك لم تدخر إدارة التحرير جهداً فى تطوير العنصر البشرى وإطلاعه على كل جديد فى عالم الصحافة بمئات الفرص التدريبية للصحفيين، فاستطاعت جريدة الوطن فى ست سنوات فقط السيطرة على مساحة ضخمة من سوق الصحافة الإلكترونية على الإنترنت، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وهى مساحة فشلت كبرى المؤسسات وأعرقها فى الحصول عليها.