غرائب وجرائم| جثة رجل مسن تثير الحيرة.. والنتيجة: لم يقتله أحد
أرشيفية
على أرضية قبو للخمور في أحد البارات بباريس، قرر جورج أحد العمال ترك عمله في المحل والنزول إلى قبو لإعادة ترتيب الزجاجات في القبو الرطب، وفي أثناء انهماكه في العمل من الصباح إلى غروب الشمس تفأجا جورج، بشيء أثار خوفه وفزعته، فاحتوى الجزء الخلفي من القبو على حزمة كبيرة مركونة على الحائط تحيط بها قطعة من قماش المراكب ويربطها حبل سميك.
تساؤلات كثيرة دارت في رأس جورج، ليعلم حقيقة هذه الحزمة، ليجذبها إليه وراح يفك الحبل عنها ويفض القماش لتتسع عيناه في رعب عندما وجد أنها جثة، لتنطلق أصواته بالصراخ ليسأله صاحب البار "ماذا حدث؟".
"مومياء.. مومياء" بهذه الكلمة فقط ظل جورج يرددها بعد سؤال صاحب البار، ليبلغ الشرطة بما حدث، حتى وصل الطبيب الشرعي الدكتور "كاثبرت" الذي بحث المومياء في اهتمام قائلا: "إنها ليست مومياء إنها جثة رجل في الثمانين من العمر طوله 150 سنتيمترا فحسب، وهو متوسط الحال، ويدمن الخمر منذ زمن طويل، وتحول إلى هذه الهيئة بسبب طبيعة مناخ القبو"، بحسب سلسلة مقالات للدكتور نبيل فاروق تحت عنوان "طب ولكن جنائي".
وأكمل الطبيب حديثه "وجوده داخل تلك الحزمة من قماش المراكب والحبال ربما كانت هنا منذ زمن طويل، ونعم هي هنا من زمن طويل بالتأكيد"، وكانت إجابات الناس عند سؤال الشرطة لهم بالنفي، ولكن كان تفسير وجودها منذ زمن طويل مريحًا لصاحب البار الذي اشتراه منذ عامين فقط.
اشترك "كاثبرت" مع خبير الباثولوجيا في فحص خلايا الجثة لساعتين كاملتين ثم قال للمفتش "هذا الرجل قضى مصرعه منذ 13 شهرًا تقريبًا وهو يعمل بائعا متجولا أو موزع صحف أو شيء من هذا القبيل، حاول أن تبحث عن بائع مختفٍ في تلك الفترة، وكان يتعاطى عقارا لعلاج التهاب قرحة معوية، فأصيب المفتش بالاستغراب وقال "هل عرفتم هذا من خلال فحص الخلايا"، فأجاب الدكتور بالطبع "إنه عملنا".
ولم يضع المفتش "آليس" لحظة واحدة وقلب "لندن" رأسا على عقب، وسأل كل من يمكن سؤاله وحتى توصل إلى أن أحد باعة الكؤوس الزجاجية المتجولين اختفى منذ ما يقرب من 13 شهرا، وأنه رجل مسن في الثمانين من عمره يدمن الخمر، ويحمل نفسه اسمه "آليس".
وعندما واجه المفتش صاحب البار بكل هذا أجابه "نعم أعتقد أني قابلت آليس هذا لقد عرض علي بعض الكؤوس ولكنها لم ترق لي ولم اشتر أيا منها فبقى الرجل هنا بعض الوقت ثم اختفى فظننت أنه رحل"، وسأله المفتش وهل دفع ثمن مشروباته هز الرجل كتفيه، وقال بالتأكيد وإلا لتذكر هذا، فنادرًا ما يفر زبون دون أن يدفع.
وسأل المفتش في اهتمام وكيف تتأكد من أنه قد دفع الثمن أجابه الرجل "الساقي المسؤول سلمني كل الطلبات التي قدمها للزبائن في مربعه"، سأله المفتش ومن هذا الساقي "أجابه صاحب البار خص اسمع "روبرت" ولقد استقال من 13 شهر تقريبا دون سب واضح.
فكان هذا طرف الخيط الذي أمسكه المفتش فانطلق يبحث حتى توصل إلى روبرت وعرف أنه يعمل في بار آخر فذهب إليه وسأله "أنت روبرت؟" اليس كذلك طلع اليه السقي في حذر وهو يقول "بلى أنا هو من أنت؟ وماذا تريد مني؟"، نظر المفتش إلى عينيه وقال لقد تم اتهامك قديما في مشاجرة عنيفة في دوره مياه ولكنك أفلت من التهمة ولم تتم إدانتك أليس كذلك؟
شحب وجه روبرت وتراجع متسائلا "من أنت؟"، قال أنا المفش آليس، ثم استطرد لقد عثرنا على جثة رجل مسن في القبو، فقال روبرت على الفور أنا لم أقتله ولم يكمل كلامه حتى وضع المفتش الأغلال في يديه، وقال إنني القي القبض عليك.
وفي ذلك الوقت، هاتف الدكتور كاثبرت المفتش آليس قائلا، "ذلك الساقي لم يقتل المسن لقد فحصته جيدًا أنه حادث عارض المسن سقط على رأسه فدق عنقه في الحال ابتسم المفتش، وهو يقول إنني لم ألقِ القبض على روبرت بتهمة قتل المسن فأنا أعلم أن الرجل شرب الكثير من الخمر ثم غادر مائدته وأراد الذهاب الى دورة المياه ولكنه أخطأ طريقه وفتح باب القبو فسقط داخله ولقى مصرعه في الحال وبعد قليل عثر عليه روبرت ولما كان قد تم اتهامه في مرة سابقة بمحاولة قتل فقد ارتعب كثيرًا عندما وجد جثة المسن أمامه، فما كان منه إلا أن لف الجثة في ستارة وبعض المشمع ثم ربطها بالحبال ووضعها في ركن القبو واستقال من عمله وهذا يعفيه من تهمة القتل، ولكنه يدينه بتهمة التستر على حادث وعقوبة التهمة هي أسبوع سجن".