أ.د. أبوالفضل بدران يكتب: حفنة كلام.. قنائى
أ.د. أبوالفضل بدران
كأن الله لم يخلق من البلدان غير قنا، وأن الله ما سوّى من العشاق غيرى أنا تعالى الله، أوجدنا هنا فليت تتمة الدنيا، وليت البعث يبعث من قنا، منذ أعوام طويلة جئت إلى مدينة قنا طالباً، كانت أكثر هدوءاً مما نراه الآن، كانت كلية الآداب فى المبنى التراثى الرائع الذى تشغله كلية الهندسة الآن، كانت الكلية مع كليتين هما التربية والعلوم، نحتل جميعاً هذا المبنى التاريخى الشاهق الذى أود أن يتحول إلى متحف علمى وتراثى لأبناء الصعيد.
ربما كانت لدينا أحلام حققنا بعضها وتبقى جزء لم يتحقق بعد لكن ما لفت نظرى آنذاك الحركة الثقافية فى الشارع القنائى أمسيات شعرية وندوات، كان المرحوم الأديب محمد نصر يس يجمع أطياف الرؤى الثقافية ويعيد تأليف قلوبها مع الفنان عبدالرحيم حمزة والشعراء محمد عبده القرافى وعبدالله صالح ومحمد أمين الشيخ وعزت الطيرى وعبدالستار سليم وسيد خضير وكرم الأبنودى وسيد عبدالعاطى.
قررنا أن نذهب إلى القرى والنجوع فى أمسياتنا الشعرية، ذهبنا إلى المنادر، وربما تفتح لأول مرة بعيداً عن مناسبتى العزاء والأفراح تفتح للشعر، جُبنا مراكز قفط المختلفة ولا أنسى منظر بعض الأطفال الذين كانوا يستمعون إلى الشعر فى الرئيسية من فوق فروع شجرة جميز عريقة حتى يشاهدوا الشعراء بعيداً عن زحام الأرض.
جاءت جامعة جنوب الوادى التى تخرّج فيها ما يقرب من نصف مليون من الذكور والإناث، هم الآن فى مواقع القيادة بالمديريات والشركات والقبائل والعوائل، نأمل أن يحققوا ما كنا نحلم به فى أيام الدراسات الأولى بالجامعة.
أتمنى أن نرى مشروع ألف مصنع فى المناطق الصناعية بالصعيد والدلتا، شريطة أن تحافظ على البيئة، أتمنى أن تختفى الواسطة فى التعيينات حتى يشعر الشباب بالانتماء الحقيقى، أتمنى أن أرى مشروع مطار قنا وقد غدا واقعاً حتى يفيد المحافظة وتتقدم، وأما القول بوجود مطار بالأقصر فأظن أن المسافة بين مطار دبى ومطار الشارقة لا تتجاوز 20 كيلومتراً.
أتمنى أن أجد جامعة فى الأقصر وأخرى فى البحر الأحمر حتى نساعد أولياء الأمور والطلاب وننشر التعليم فى ربوع مصرنا، آمل أن نهتم بالمستشفيات العامة، أن ننظر للفقراء الذى يعملون فى صمت وأن نذهب لنسكن الصحراء بعيداً عن الوادى الأخضر الذى يجب أن نتركه لأولادنا وأحفادنا أرضاً زراعية.
الأمنيات كثيرة ولكن الأمل أكثر حضوراً، و«الرائد لا يكذب أهله».
نائب رئيس جامعة جنوب الوادى