«ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع».. تنطبق هذه المقولة على الطيور الجارحة المهاجرة والتى لم تنحَز لاختيارات الوطن المصرى ولشعب أرضنا الطيبة، فمن سافروا بعد طرد مصر لتنظيم الإخوان الإرهابى وانحازوا للدينار القطرى والليرة التركية بدأوا الآن نوبة رجوع بعد انتصار الشعب المصرى واستعادة الدولة المصرية، ومن ثم اختلافهم مالياً مع أسيادهم وتوقف السبوبة. علينا الآن التحسب لطريقة تعامل مصر والمصريين مع هؤلاء.
من النوادر القليلة على هذا الكوكب أن تحتفى وتحتفل قطاعات من المصريين الآن بإرهابى قاتل مخرب مخرف كان يوماً ما مطرباً ناجحاً يسمى «فضل شاكر» سيعود الآن للغناء لنا بعد أن غنى علينا أغنية الدم.. المكان الحقيقى لهذا الشخص هو السجن فى بلده واللاشىء فى بلداننا، لكنها عقلية البعض ممن فقدوا نعمة الشعور بصراخ دم من راحوا دون ذنب. مصر بهذا الشكل من الدول التى تعشق لعبة «الكاميرا الخفية»، وما على أى إرهابى إلا ممارسة إرهابه على مدفع أو على الهواء مباشرة، ثم العودة إلى مصر وإذاعة رسالة مفادها «سامحونى مكانش قصدى». وهذا الأمر لا يدخل فى نطاق التسامح والمحبة والإخاء والطيبة والنقاء وغيرها من المسميات الرومانسية، بل هو سلوك متقاطع مع عدد كبير من الصفات أبسطها تعقيداً وأكثرها تأدباً هى «السذاجة».
الشعوب التى تريد التقدم هى تلك الشعوب التى تعترف بأخطاء الماضى ولا تكررها أبداً.. راجع مثلاً ما فعله الشعب اليابانى الذى ضُرب بالقنابل النووية وما طريقة تعامله الآن مع العالم الغربى وما وصل إليه.. وتابع كذلك ما فعله الشعب الألمانى مع النازيين، وما هو حجم وطبيعة وجودهم الآن وما هى تبعات رفع أى شخص لعلامتهم العنصرية.
وبمناسبة النازية والعائدين، فقد حدث بالفعل منذ بضعة أشهر أن عاد أحد من خانوا الشعب المصرى وذهبوا للخارج للعمل الثورى مدفوع الأجر.. هذا الشخص فاقد الهوية انضم يوماً ما إلى ما عُرف وقتها بالحزب النازى المصرى، وهو حزب غير رسمى ما عليك فيه إلا الذهاب للحلاق فى أى وقت يناسبك لعمل شنب «أدولف هتلر» (بجد).. وبعد الثورة المصرية فى 30 يونيو، أسس هذا البائس شيئاً اسمه «مسيحيون ضد الانقلاب» وهو كيان تعيس لا يضم أحداً غير مؤسسه.. وهنا تحقق له أخيراً مراده، فقد التفت له أحدهم، وبالفعل سافر إلى قطر ثم تركيا، وبعد أن استخدموه واستنزفوه وعاد إلى طبيعته، شخص بلا قيمة، رجع لنا الآن كورق المراحيض المستهلك، محملاً بكل قاذوراته، بل حاول إيهامنا أنه فعل ما فعل بالتعاون مع أجهزة أمنية مصرية (أوحى بهذا الأمر عبر موقع «تويتر»). هذا الكائن لا يحاكَم الآن ولا يسأله أحد عن أى شىء، لكنه جالس فى بيته ينعم بكل وسائل الراحة عبر الأموال التى راكمها من عمله غير المشرف، بل يقوم الآن بإجراء الحوارات التليفزيونية والصحفية وكأنه بطل عائد من معركة. وليس بعيداً أن نجده قد تحول إلى كاتب يروى لنا فصول قصصه الشيقة.
الخيانة ليست وجهة نظر، والعائدون من تركيا ليسوا أبطالاً ولا يلعبون الكاميرا الخفية، فلا تفقدوا البعض إيمانهم بقضيتنا.