يا عازفَ النَّايِ صوتُ النَّايِ يُفنيني
ويحرقُ النبضَ في طَيِّ الشرايينِ
فاسكبُ الروحَ في الأوراقِ قافيةً
جاءتْ إلى الشِعرِ من أعماقِ سِجّينِ
فأينَ منْ أقسموا في الهوي معنا
أينقضُ العطرُ ميثاقَ الرياحينِ؟!
أشقي بدمعٍ قد رحلتْ حبيبتهُ
ما زال يحفرُ في قلبي بسكّينِ
حتي استفاقتْ علي الأوجاعِ أوجاعٌ
جرَّتْ إليَّ بهذيانِ المجانينِ
ذبحتُ صبري بجوف الشوقِ قرباناً
والشوقُ يأكلُ ما تُهدي قرابيني
ثُمَّ انتَقَي لوعةً ترتاحُ في كبدي
وتُنبتُ الشوكَ بالخطواتِ يُدميني
والحزنُ خِلٌ اعرفهُ ويعرفني
أنَّي اتجهتُ فيأبي أن يُخلّيني
يا عازفَ النَّايِ قد أيقظتَ لي سُمَّاً
يستأصلُ العُمرَ من تكوينِ تكويني
ويستبدُّ بأنفاسٍ علي رئتي
حتي يُدَّخِنَ شَهْقَاتي كغليونِ
يا عازفَ النَّايِ هلْ تنفخْ بإيقاعٍ
أمْ أنتَ تنفخُ هاماناً لفرعونِ