مهندس أحمد نصر الله يكتب: شبابنا الحاير إلى أين؟
مهندس أحمد نصر الله
منذ يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣، ظل الجميع، النخبة والإعلام والمسئولون وقطاعات واسعة من الشعب المصرى، ينادون بالشباب ويتحدثون عن عظمتهم، وأنهم طموح مصر فى مستقبل أفضل، وهذا حق، وأكرر أن الشباب هم ثروة مصر الحقيقية، لكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو أين الشباب أنفسهم من كل هذا؟
لا أخفيكم القول، الشباب المصرى نفسه يجد نفسه بين شقى رحى، فلا هو أصبح بالمهمش، مثلما كان فى عصور سابقة، ولا هو بالممكن، كما يأمل ويطمح!!
أتحدّث بصفتى شاباً مصرياً مر بعدة تجارب حياتية وعملية وتقلبات اجتماعية وسياسية، أدّعى أن معظم شباب مصر تأثر بها فى الأعوام الثمانية الأخيرة والشاهد فى الأمر أن قيادة الدولة منذ عام ٢٠١٤ لم تدّخر جهداً فى الاستماع إلى الشباب، وفى إكسابهم الخبرات وإنشاء برامج وأكاديميات متخصّصة لتنمية مهاراتهم وصقلها، كما قامت مؤسسة الرئاسة بإعداد مؤتمرات الشباب الدورية، التى كان لها أبلغ الأثر فى رفع الروح المعنوية وتحفيز طموح الشباب ليكون موجوداً كشريك فاعل وأساسى فى المجتمع المصرى، لكن كما جرت العادة، فالشيطان يكمن فى التفاصيل، فحينما يقوم السيد رئيس الجمهورية، (الذى أعتبر أن أهم إنجازاته فى الفترة الأولى هى الاستثمار فى الشباب المصرى، وهذا مما أعاد جزءاً كبيراً منه إلى الاصطفاف الوطنى مرة أخرى)، بتوجيه مسئولى الدولة إلى الاعتماد على شباب مصر، وتمكين المؤهل منهم، وتبنى أفكارهم القابلة للتنفيذ، بالطبع نجد أن تجاوب المعنيين بالأمر دون المستوى المطلوب، سواء لعدم الثقة، أو لتعقيدات الروتين أو حسابات الأقدمية، وهذا ما يجعل الشباب يحس بأنه لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وهو ما يجعله حائراً بالفعل..!!
ليس مريحاً ولا منطقياً أن يجد الشباب المصرى الواعد تجاهلاً من بعض المسئولين بعدم تمكينهم، فى حين أن رئيسه بنفسه يتواصل معه بشكل مباشر فى عدة محافل فى الداخل والخارج، وقد شرفت من قبل أن أكون أحد هؤلاء، حيث كنت ضمن وفد سياسى وحزبى شبابى رافق سيادته فى زيارة مهمة وتاريخية إلى الولايات المتحدة، وهو ما أكسبنا جميعاً خبرات لا محدودة عملنا على تدعيمها بعد ذلك بالدراسة والبحث والاطلاع على سبيل المثال، آملين أن نجد موطئ قدم فى قادم الأيام، وهكذا فى مئات الأمثلة التى نرى فيها كشباب الفرصة تلوح، ثم مع الوقت نجدها هى والسراب سواء، وأخطر ما يدمر الشباب هو الإحباط.
يا سادة، نحن لا نطالب بتمكين الشباب على المطلق، ولا نقول إن صغر السن ميزة مطلقة، بل هو ميزة نسبية، ويجب أن تضاف إليها المؤهلات العلمية والخبرات العملية. وأؤكد لكم وللجميع أن هناك بالفعل شباباً مصرياً وطنياً حتى النخاع يقف مع بلده فى خندق واحد ولديه هذه الخبرات، بل لديه خبرة الاحتكاك بالشارع، ولديه خبرة سياسية، ويستطيع إدارة الكثير من الملفات بكفاءة وجدارة، بل وإبداع فقط تنقصه الفرصة، فهل يجدها ليستطيع أن يقدم لبلده جزءاً من حق بلده عليه..؟
أتمنى من صنّاع القرار أن يمنحونا هذه الفرصة أسوة بأبناء جيلنا من ضباط القوات المسلحة والشرطة الذين تعتمد عليهم مصر فى مهام جسام، فدعوا الصورة تكتمل بتمكين المؤهل منا فى قطاعات الدولة المختلفة الآن وليس غداً.
أمين حزب مستقبل وطن بالإسماعيلية