ما زال مؤتمر الشباب الخامس هو الحدث السياسى الأبرز، وقد تحدث فيه الرئيس قائلاً للناس إن هناك أملاً فى الغد.. وقد أسعدنى هذا لأن مقالى الأخير يوم الأحد الماضى كان بعنوان (صناعة الأمل)، وكنت أقول فيه إننا لا نشعر بالحاجة لشىء قدر حاجتنا لأن نشعر أن هناك أملاً فى المستقبل، وقد أكد الرئيس هذا ودلل عليه ببيانات وإحصاءات ومشاريع.. وقد أسعدنى هذا ككاتب، كما أسعدنى كمصرى يقف على أرضية التأييد للرئيس وللدولة المصرية ويهمه أن يبقى المصريون كتلة متماسكة لا يخترقها الإخوان ولا أذنابهم.
إن أهم ما قاله الرئيس فى مؤتمر الشباب الأخير تصريحاته التى فهم منها أنه صاحب رؤية فى الإصلاح الاقتصادى، وصاحب مبدأ يُؤْمِن به، وأنه ليس سياسياً يتبع أسلوب الكر والفر فيتراجع إذا لمح غضباً ويقدم إذا وجد أن الطريق آمن.
وإذا كان الإصلاح الاقتصادى هو السياسة التى ستقدم عليها الدولة المصرية دون تراجع خلال الفترة الرئاسية المقبلة.. فإننى أطرح ما يمكن أن أسميه (تقاسم أعباء الإصلاح) سواء بين الدولة والقطاع الأهلى والخيرى أو بين الدولة والقطاع الخاص.. ومن وحى كلمة اللواء ممدوح شعبان، مدير جمعية الأورمان الخيرية، فإننى أطالب أن تتصدى الجمعيات الخيرية لتسديد الزيادة التى طرأت على اشتراكات المترو لغير القادرين والذين يطلبون ذلك منهم، وفى ظنى أن التكلفة ليست كبيرة، خاصة إذا تم تقاسمها بين أكثر من جمعية أهلية، وهى أيضاً ليست كبيرة بالنظر إلى حجم التبرعات والأعمال الكبيرة التى تحدث عنها اللواء شعبان، وأقول بكل وضوح إن توجيه زكوات المال والتبرعات والصدقات لتخفيف الأعباء على الطبقات البسيطة وربما المتوسطة هو أفضل عند الله من التنافس على بناء المساجد الزائدة عن حاجة المصلين، أو إهدار الأموال فى رحلات الحج والعمرة السياحية الفاخرة.
أما بالنسبة للقطاع الخاص فقد توقفت كثيراً عند صديق من رجال الأعمال قال لى عرضاً إنه أصدر قراراً برفع أجور الموظفين لديه بنسبة ٤٠٪ عقب قرار تعويم الجنيه، وقال إن دافعه هو الإحساس بموظفيه الذين لولاهم ما نجح ولا توسع فى أعماله، والحقيقة أننى وجدت نفسى أتساءل: كم من أصحاب الأعمال فى مصر أقدم على مثل هذه الخطوة التى من شأنها ليس فقط أن تخفف من أعباء العاملين لديهم، لكنها أيضاً تخفف من شعورهم بالاحتقان واللوم تجاه الدولة ومؤسساتها المختلفة؟!
إننى أظن أن خطوة مثل هذه يجب أن تطرح للنقاش العام ويجب أن يقدم عليها أصحاب المصانع والشركات والأعمال المختلفة.. لذلك لا بديل أمام الجميع سوى تقاسم أعباء الإصلاح حتى تصل بِنَا السفينة إلى بر الأمان.. رغم أن البعض قد لا يسعدهم ذلك.. والله من وراء القصد.