جاء شهر رمضان المعظّم فى الأرض والسماء كعادته كل عام يحمل الخير والرحمة والمغفرة من الخالق سبحانه وتعالى لكل البشر.. وهو شهر الفضل من الله سبحانه على الأنبياء والرسل فى كل الأديان السماوية.. وهو شهر الكرم المتدفق من السماء للأرض.. فكيف سنكون كرماء مع الشهر الفضيل؟
وفق الدراسات الإعلامية التى تناولت سلوك الجمهور المصرى فى رمضان، فإن البعض يضاعف وقت العبادات ويسارع للمساجد.. وآخرين ينفقون المال على الفقراء سراً أو تباهياً.. والبعض يحسنون الصيام وكفى.. وآخرين يعملون ببطء ويتهربون من أداء عملهم اليومى متعللين بالصيام.
أما الغالبية العظمى فتعيش حياتها دون اختلافات عما عليه حالهم طوال العام، ومنهم من يزداد بطشه وتطرفه وتخريبه مستغلاً هدوء الناس فى رمضان.. وبعضهم يتفنن فى أعمال النصب والاحتيال والشحاتة وجمع التبرعات لجهات وهمية مستغلاً طيبة الناس فى الصيام.
والكل من الجمهور يعتقد أنه أدى واجبه، ولكنه لا يعرف هل أكرم رمضان؟
والأمر بسيط، ويمكنك أن تتعرف وحدك على مدى كرمك فى رمضان، ويتمثل فى أن تستفتى قلبك وتتبع إحساسك الذاتى بالرضا عما فعلته فى كل يوم من أيام الشهر الكريم.. تصوم وتصلى وتزكى وتعمل وتجتهد وتدعو الله لنفسك ووطنك ومن تحب.. وتسأل قلبك دائماً: هل أنا أكرمت رمضان كما أكرمنى الله بفضله؟
ولن يكذب عليك قلبك أبداً؛ لأن الخالق سبحانه جعل قلب كل إنسان هو المرجعية الأولى له.. والقلب مستقر الضمير ونبع الإيمان ومفتاح نظام التشغيل للجسد والروح.. ويشير إليه نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قائلاً: «ألا إن فى الجسد لمضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله».
وإكرام رمضان يتحقق إذا كان قلبك واثقاً مطمئناً راضياً مؤمناً سعيداً بما تقول وتفعل.. فلا تأخذنا المظاهر وننسى رضاء القلب فى الشهر الكريم.. اللهم تقبّل منا ومنكم.. والله غالب.