محاصيل دون مبيدات وكيماوي.. "أكل صحي بسعر رخيص ومكسب كبير"
زراعة محاصيل دون مبيدات
"معادلة صعبة، تحقيق مكاسب أكبر بتكلفة إنتاج أقل، وتضمن للمواطن أكل نظيف بسعر رخيص، وللفلاح مكسب كبير بجهد قليل، وللشباب شغل كتير ورزق وفير"، تلك هي المبادرة التي ينفذها مكتب الخدمات الإنسانية بمطرانية الأقباط الكاثوليك في المنيا، وتهدف لنشر الزراعة الآمنة الخالية من المبيدات والكيماويات.
يقول عماد منير، مدير مشروع دعم صغار الفلاحين بمكتب الخدمات الإنسانية بمطرانية الكاثوليك، إنه يتم تدريب صغار الفلاحين على ممارسات زراعية آمنة لإنتاج محاصيل غير مضرة بصحة الإنسان وتحافظ على البيئة، من خلال الاستدامة في الإنتاج والمحافظة على البيئة، وتعتمد الفكرة علي إقناع الفلاحين بتخصيص جزء من أراضيهم لزراعتها بدون أي مبيدات أو مواد ضارة، مقابل تسويق المحصول من الفلاح للمستهلك من خلال مجموعة من الشباب بالقرى التي تزرع المحصول.
وأضاف منير، أن المبادرة تحقق مكاسب عدة أهمها القضاء على البطالة بالقرى التي ينفذ بها المشروع، ونشر الزراعة الآمنة صحيًا بدون استخدام مبيدات، والسيطرة على ارتفاع الأسعار بالأسواق، وزيادة مكسب الفلاح، وتسويق المحصول وبيعه بأسعار تتناسب مع المواطن العادي، وتتمركز منافذ البيع بقرى "منسافيس، أبوان، بلنصورة، ومدينة المنيا".
وقال الدكتور ياسر محمود، أستاذ بكلية الزراعة، ومسؤول عن تنفيذ الزراعات الآمنة بالمشروع، إن الهدف هو إنتاج الخضروات الصحية الآمنة دون استخدام مبيدات والتقليل من استخدام الأسمدة الكيماوية، واستبدالها بالعضوية والحيوية، وتقليل تكلفة الإنتاج إلى النصف تقريبًا، واستلام المحصول من المزارعين بالأسعار التي تباع للمستهلك دون تدخل التجار، وتوزيع منتج صحي آمن نظيف خالي من تراكمات النترات والنتريت ومتبقيات الأسمدة الكيماوية والمبيدات، كل ذلك يزيد من هامش الربح النهائي للمزارع ويوفر الخضروات الصحية الطازجة آمنة.
وقال فايز عزيز، مزارع من قرية منسافيس بأبو قرقاص، إن الزراعة بدون مبيدات لا يعني تعرض المحصول للآفات الضارة والحشرات، إنما يتم استخدام بدائل لها "فتطبيقي للفكرة بالأرض الخاصة بي، جعلني أوفر المبالغ التي تدفع في المبيدات كل موسم، وحصاد محصول آمن تتناول منه أسرتي، بجانب المكاسب المالية".
وقال محسب عبدالحميد مزارع من قرية أبوان بمطاي: "كنت أرغب في تنفيذ تلك الفكرة، منذ خمس أعوام ولم أجد من يساعدني بإرشادي، حتي تقابلت مع مسؤولي مكتب الخدمات الإنسانية التابع لمطرانية الأقباط الكاثوليك، وقمت بتنفيذها، والهدف الأساسي من قبولي للمشروع الوقاية من الأمراض التي تنتشر بين الأطفال والكبار، بسبب الطعام الممتلئ بالمبيدات".