البشير: المتظاهرون كانوا مجموعات مسلحة من دارفور.. وإجراءات احتواء الأزمة كانت متكاملة
أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على رفع الدعم عن المحروقات وبعض السلع الأخرى، ينتمون إلى المجموعات المسلحة في إقليم دارفور وبعض المناطق الأخرى، موضحا أن الإجراءات الأمنية الحازمة التي اتبعوها ساهمت في احتواء الأزمة وإنهاء شغب المحتجين.
وأضاف البشير في مقابلة نشرتها صحيفة "عكاظ" السعودية أمس، أن الخيارات الاقتصادية أيضا ساهمت في حل الأزمة، حيث شملت مئات الآلاف من الأسر، مشيرا إلى أن 80% من حصيلة رفع الدعم يُعاد توزيعها على الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود.
وذكرت قناة "العربية" أن البشير قال للصحيفة السعودية إن الإجراءات التي تم اتخاذها كانت ضرورية جدا، مبررا ذلك بأنه "بعد الانفصال عن الجنوب حدثت عندنا فجوة في إيرادات الميزانية والميزان الخارجي، وفي الفترة التي سبقت الانفصال، كانت الدولة تعطي دعما كبيرا جدا للسلع، خاصة المحروقات، وبعد الانفصال لم يكن بمقدور الدولة أن تستمر في الدعم بنفس القدر، خاصة أننا فقدنا 80% من نفطنا للجنوب، وقمنا بحملة توعية واسعة للمواطنين، تفاعل معها كثيرون، إلا أننا فوجئنا ببعض المخربين أغلبهم يتبعون الجماعات المسلحة في دارفور وبعض المناطق الأخرى، وهذه الحملة وجدت قبولا عند قاعدة كبيرة".
وأضاف الرئيس السوداني: "فوجئنا ببعض المخربين المنظمين، الذين في أغلبهم يتبعون بعض الحركات المسلحة في دارفور ومناطق أخرى، كانوا يتحينون الفرصة ليتحركوا، وتحركوا بصورة فاجأت حتى المواطنين بأنها تحركات تخريبية على نطاق واسع جدا، حرق للمحال التجارية وللسيارات وحتى لمحطات الوقود، رغم أننا كنا متحسبين لبعض المظاهرات هنا أو هناك بصورة تقليدية، لكنها جاءت بصورة غير تقليدية، وكنا متحسبين أنه قد يحصل شيء، فقوات الأمن كانت جاهزة، الشرطة والأمن".
وأوضح أن الحراك الذي حدث في الشارع لم تكن الأدوار واضحة فيه، لكن الواضح كان دور المجموعات المنظمة التابعة للمجموعات المسلحة في دارفور، حيث "يحملون بأيديهم سواطير وعبوات بنزين، ويكسرون المحال التجارية وينهبون ما فيها، وفي الصيدليات والحافلات ومحطات الوقود ومحال بيع الكهرباء، وكل هذه المجموعات عبارة عن مجموعات إجرامية منظمة"، مشيرا إلى أن "الشرطة تعاملت تعاملها التقليدي، على أساس أنه كان تعبيرا سلميا ومظاهرات وخلافه، لكن عندما وجدنا أن العمل تطور إلى عمل تخريبي وتدميري، تم تطبيق (الخطة ب)، ونزلت القوات المجهزة للتعامل مع الشغب؛ لأن هناك شغبا سلميا وهذا له قوات خاصة تتعامل بمسيلات الدموع وخراطيش المياه وخلافه، وهناك قوات في حال تطور الشغب إلى عمل تخريبي وتدمير للمنشآت، وكنا جاهزين ومتحسبين، وانتهت الحكاية في أقل من 48 ساعة".
وأضاف البشير أن "بعض الناس كانوا يتوقعون أنه انفلات أمني، ويقولون والله هذي ثورة جديدة، لكن الحمد لله الأحوال عادت إلى طبيعتها في يومين فقط"، مؤكدا أن الإجراءات التي تم اتخاذها لاحتواء الأزمة كانت حزمة متكاملة، مضيفا: "لم تكن عملية رفع دعم فقط، هي حزمة متكاملة فيها رفع الدعم، وقطعا رفع الدعم في أي مكان يؤدي إلى رفع الأسعار، لذا فما قمنا به هو إعادة توزيع الدعم".