أجواء المونديال تسيطر على «الساحات».. «دعاء وتشجيع»
«إسلام» يرتدى تيشيرت المنتخب أثناء صلاة العيد
ليلة اختلفت عن مثيلاتها فى الأعوام السابقة بالنسبة للشاب الثلاثينى، إسلام محمود، تلك الليلة الأخيرة قبل بزوغ فجر يوم عيد الفطر المبارك، حيث انتهج «إسلام» نهجاً مختلفاً عما كان يقوم به وقت أن كان طفلاً، ولأول مرة منذ أعوام كثيرة يضع «إسلام» إلى جوار سريره قميص المنتخب المصرى الذى جهزه للاحتفال بذلك اليوم بدلاً من ملابس العيد، ورغم أن المباراة الأولى للمنتخب فى المونديال ستكون فى الثانية ظهراً، لكنه فضّل أن يبدأ تشجيعه منذ خروجه إلى أداء صلاة العيد فى الخامسة فجراً. ساحة صلاة العيد التى اختارها «إسلام» تبعد عن بيته نحو 15 دقيقة، لم يؤدِّ فيها «إسلام» الصلاة من قبل، إذ عادة ما كان يختار إحدى الساحات المجاورة لبيته، لكنه أراد أن يكون الاحتفال هذه المرة بشكل أكبر، ففى «ميدان الشهداء» بمدينة حلوان يتسع المكان لأعداد كبيرة تأتى من كافة الأماكن المجاورة لها.
«إسلام» اشترى قميص المنتخب للاحتفال.. وصور «صلاح» وأعلام مصر تملأ الساحة
نصف ساعة أو أقل قليلاً قضاها «إسلام» بين المصلين يكبّرون خلف الإمام، لم ينقطع خلالها توافد المصلين على ساحة الميدان حتى امتلأت عن آخرها ليضطر القادمون فى الدقائق الأخيرة إلى الوقوف على أطراف الساحة فى انتظار وقت الصلاة، وبين الجالسين والواقفين كان عدد منهم يبدو أن أفكارهم تواردت مع أفكار «إسلام»، حيث لم يكن الوحيد الذى قرر حضور صلاة عيد الفطر بقميص المنتخب المصرى، إضافة إلى قمصان أخرى حمراء اللون أيضاً ارتداها الأطفال تحمل صور اللاعب المصرى محمد صلاح، ليكون مشهد «قمصان المنتخب» و«محمد صلاح» أحد أبرز مشاهد الصلاة، وهو ما لفت نظر «إسلام» أيضاً: «أنا واحد من الناس كنت مشترى التيشيرت لليوم ده مخصوص». كان «إسلام» يبحث بعينيه على أصدقائه الذى تفرقوا من حوله بسبب الزحام، حتى عثروا على بعضهم البعض، وأخذوا يتبادلون الضحك ويلتقطون الصور التذكارية لهذا اليوم «التاريخى» حسب ما وصفه، ومن حولهم أخذت ملامح الساحة التى كانت عليها وقت الصلاة تنسحب شيئاً فشيئاً بعد أن سكتت مكبرات الصوت، ليحل محلها مظاهر الاحتفال بالعيد التى تجسدت فى مرح الأطفال فى المكان وحركتهم التى لم تهدأ بين ذويهم، وبعد نحو نصف ساعة قضاها «إسلام» بين زملائه فى ساحة الصلاة حتى بدأ فى الانصراف، بعد أن استغرق أكثر من الوقت الذى حدده لنفسه سابقاً.