خبراء: «الإعلام الحديث» يكتسح «التقليدى» والسبب: «الحرية وسهولة الاستخدام»
د. صفوت العالم وياسر عبدالعزيز
أكد خبراء ومتخصصون فى الشأن الإعلامى أن «اليوتيوب» ومنصات التواصل الاجتماعى هى مستقبل الإعلام الحديث نظراً لما تتمتع به من متابعة كبيرة من الملايين حول العالم، البعض فسر ظهور عالم موازٍ للقنوات الفضائية على التطبيقات التكنولوجية الحديثة، بسبب ما تتميز به من مناخ الحرية ويسر فى الاستخدام، إلا أن البعض انتقد عدم خضوعها للرقابة على محتوياتها لمنع بث أى مواد خارجة على عكس وسائل الإعلام التقليدية مثل التليفزيون.
يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن معظم الإعلاميين يلجأون إلى موقع «يوتيوب» باعتباره قناة خاصة يستطيعون من خلالها تقديم المحتوى الذى يروق لهم دون قيود، مضيفاً لـ«الوطن» أن توفيق عكاشة نموذج للإعلاميين الذين وجدوا فى «يوتيوب» متنفساً لهم، حينما اختار هذا الموقع للظهور للجمهور مرة أخرى بعد إغلاق قناة الفراعين التى كان يمتلكها.
وتابع: «هناك عدد من الإعلاميين الذين استطاعوا أن يخلقوا ثقة بينهم وبين المشاهدين مثل الإعلامية دعاء عامر، التى قررت أن تكون لها شريحة أكبر من الجمهور، من خلال تركيزها على فئة السيدات والشباب، فالظهور على اليوتيوب يسمح بجذب عدد من المتابعين دون التقيد بأوقات معينة».
«عبدالعزيز»: 50٪ من البالغين على مستوى العالم يتعرضون لـ«أخبار» السوشيال ميديا
وحول تأثير موقع «يوتيوب» على القنوات الفضائية، أوضح أنه لا يوجد مردود سلبى، لأن تعود الجمهور على تصفح «اليوتيوب» يتطلب وقتاً أطول وتطورات معينة فى نوعية الهواتف الموجودة حالياً، بالإضافة إلى أن التطبيقات المنتشرة على الهواتف الذكية تحتاج إلى بعض الدعاية، وبالتالى سيظل عدد مرتادى القنوات التليفزيونية كبيراً إلى أن تنتشر التطبيقات الحديثة بالصورة الكافية.
وقال محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «اليوتيوب» أصبح وسيلة من لا منفذ أمامه لتقديم موهبته وإمكانياته، والوصول إلى عدد كبير من الجمهور، مشيراً إلى أن الأشخاص كانوا يتخذون «اليوتيوب» لنشر محتوياتهم سعياً منهم إلى الشهرة، ولكن الآن أصبح المشاهير يتجهون إلى موقع الفيديوهات الشهير، أملاً فى الحصول على المزيد من الانتشار لتحقيق نسب مشاهدة عالية لا تتحقق من خلال القنوات الفضائية، لا سيما أن «اليوتيوب» يحظى بملايين المتابعين من كل مكان فى العالم.
وأضاف: «القنوات التليفزيونية تعتمد على مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب، لذلك أرى أنه لا يؤثر بالسلب على نسب مشاهدة الفضائيات، فالعلاقة بينهما أصبحت متبادلة، وهناك شريحة كبيرة من الشباب اتجهت إلى اليوتيوب لأن توجهاتهم تميل إلى التكنولوجيا الحديثة بشكل أكبر، كما أنهم يشاهدون الحلقات التليفزيونية على مواقع التواصل الاجتماعى». ويرى «المرسى» أن المستقبل سيكون لوسائل الإعلام الجديدة حتى فيما يتعلق بالبرامج الفضائية، وهذا لا يعنى اختفاء التليفزيون ولكنه سيظل موجوداً لفترة معينة، مشيراً إلى أن غياب الرقابة على المواد المنشورة على التطبيقات التكنولوجية كان سبباً لانتشارها ونجاحها، متابعاً: «هنا تصبح الرقابة تتمثل فى الضمير الشخصى، وفى حال وجود موضوعات مخلة يبعث الجمهور برسائل لحجب هذه الموضوعات لمراجعتها مرة أخرى من قبَل القائمين عليها، على عكس الفضائيات التى لا تقبل بالتجاوزات، وتضع معايير محددة وشروطاً بعينها تطبق على كل من يعرض مواده وبرامجه عليها».
وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن معظم منصات الإعلام اتجهت فى بث محتوياتها عبر «اليوتيوب»، لأن الاستفادة منه تعد استثماراً لتكنولوجيا المستقبل، مضيفاً: «الإعلاميون أدركوا أن أنماط التعرض للمحتويات الإعلامية تتغير لصالح السوشيال ميديا، ووفقاً للأرقام والإحصائيات العالمية فإن كفة الإعلام الحديث هى الراجحة مقارنة بالوسائط التقليدية».
وأضاف: «أكثر من 50% من البالغين على مستوى العالم يتعرضون للمحتوى الإخبارى عبر السوشيال ميديا، فهذه النسبة تتصاعد لمصلحة وسائل التواصل الاجتماعى، لأن المستقبل سيكون لها، ووسائل التواصل الاجتماعى تحظى بنسب مشاهدة عالية وحرية أكبر من الوسائط التقليدية، الأمر الذى أدى إلى انتشارها، كما أن سهولة تداول محتوياتها من قبَل المتابعين جعل الإعلاميين يطرحون برامجهم على اليوتيوب».
وأشار إلى أن جميع الوثائق المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعى تخضع للمراقبة، ويمكن محاسبة كل من يرتكب تجاوزاً أو مخالفة على صفحاتها، ولكن هذا لا يمنع أن هامش الحرية بها أكبر من وسائل الإعلام التقليدية.