عزيزى الراجل العانس
تحية طيبة وبعد:
آن الأوان بقى نتساوى فى الألقاب طالما بتقولها كده بقلب جامد يا أخى، هتقولى يا"عانس" هقولك يا سيد العوانس، هتقول لى يالى محدش بيبص فى خلقتك، هقول لك يا اللى لفيت على طوب الأرض وكل البنات رفضتك.
لأ... ما هى الحكاية مش فرد عضلات، هتئذى مشاعرى يبقى لازم لك نصيب من أذية المشاعر، هتقول لى راجل والراجل ما بيعنسش، هقول لك إنت ليه اتضايقت من الكلمة وأخدتها كده على أعصابك؟ ولاااااا... وجعتك وجت على رجولتك، طيب بقول لك إيه من الآخر كده وعلى بلاطة زى ما هتوجع بكل بساطة لازم تتوجع وطالما إحنا الإتنين عايشين فى نفس المجتمع يبقى لازم يلطك نفس "الاختراع السخيف" ولا عاوزنى أفضل ساكتة ومقهورة كده لوحدى، قال "عانس" قال.
وفجأة كده وبدون مقدمات بقى اسمه تأخر سن الزواج ومافيش حاجة اسمها عانس! فجأة كده قلبت إنسان متحضر وراقى ولا اتعدلت لما الكلمة طالتك والبطحة اللى على رأسك وجعتك، ياااااااه مجتمع ما بيجيش غير بالمعايرة.
كانت البداية لما راح "مصطفى" يتقدم لـ"بسمة" بنت الأستاذ يحيى، ودى ماكنتش المرة الأولى اللى بيتقدم فيها لبنت الحلال، ده اتقدم قبلها لعبير وسناء وريهام وسهام وسلمى ونادية وفادية ودعاء وولاء، وغيرهم كتير، وكان كل مرة بيترفض لدرجة إنه خاف على نفسه لا يعني، بس الحقيقة الست والدته كانت فى ضهره وبتدي له المُسكن المعتاد اللى هو "إنت ألف واحدة تتمناك يا نور عينى"، طيب ما هو تقريباً اتقدم للألف واترفض يا حاجة عواطف، ما علينا المهم إن الست "أم بسمة "ماعجبهاش "مصطفى" أصله ولامؤاخذة مليان حبتين ومش حليوة زى خطيب بنت أختها سعاد.
خرج مصطفى من بيت بسمه مكسور الخاطر ومرفوض من العروسه وأمها، وبصراحة مبقاش عارفة هى دى المرة الكام اللى اترفض فيها من كتر ما بيترفض سواء لأسباب تافهة أو لأسباب واقعية، والست عواطف ما زالت واقفة فى ضهره بكلماتها المداوية لجروحه "لسه العمر كله قدامك إنت لسه 35سنه بس، والراجل مايعيبوش حاجة، يا حاجة اتقى الله شوية ده إنتى من يومين كنتى بتعايرى "الست فريدة"جارتك ببنتها اللى بقى عندها 27 سنة وما اتجوزتش وقولتى لها بالنص كده "ما تلحقى بنتك ياختى قبل ما تعجز وتكرمش ومحدش يبص لها".. تكرمش إيه يا ست إنتى وهى فى السن ده؟ وبعدين إشمعنا ابنك لسه العمر قدامه! أعوذ بالله من تفكيرك يا شيخة.
مش كده وبس ده إنتى فرجتى الشارع على الست "عنايات" جارتك لما قالت لك ما تجوزى مصطفى بقى ياختى ده القطر فاته من زمان والبنات بقت على طول ترفضه، ولا هو حلال لابنك وحرام على غيره، الغريب إن ابنها عنس وبرضه بتعاير بنات الناس، مش حاسة بنفسها دى ولا إيه! ما علينا.
تمر السنين ومصطفى وصل لسن الأربعين ويتقدم ويترفض لحد ما زهد الموضوع خالص، وقرر يفضل طول عمره من غير جواز، لأنه كمان مالقاش البنت المناسبة اللى يقتنع بيها، وبصراحة هو كان رافض موضوع جواز الصالونات ده بس الست أمه اللى كانت ضاغطة عليه.
الأستاذ مصطفى مبقاش يحضر أى مناسبات أو تجمعات علشان يسلم من ألسنة ستات العيلة اللى كل ما يشوفوه يمصمصوا شفايهم ويتودودوا عليه، يا حبة عينى بقى من بيته لشغله علشان يريح دماغه من أفعالهم.
طيب مصطفى كده وصل سن الأربعين وما اتجوزش، يبقى بذمتكم "عنس ولا ما عنسش"؟!، مش هى دى المراحل اللى بتمر بيها البنت اللى "بننده لها بالعانس"، يبقى مصطفى كده عنس يا جماعة.
أيوة.. هو مصطلح قاسى جدا، لا مؤاخذة يا عم الراجل جرحتك فى مشاعرك، هايجيلى حد دلوقتى يقول لى مفيش أصلا مصطلح اسمه عنوسة، فى حاجة اسمها تأخر سن الجواز، هقول لك الله عليك وعلى عقلك أمال هاريين البنات ليه بالمصطلح ده، هتقول لى من النهاية كده الراجل مابيعنسش مهما كبر، هقول لك بيعنس لما بيتأخر فى سن الجواز ويترفض عمال على بطال، وعلى فكرة من جواه بيبقى متضايق من التأخير بس بيكابر علشان راجل، وبرضه ده شىء مش بإيده والموضوع نصيب.
هتقول لى لسه الراجل مابيعنسش، هقول لك بيعنس لما يريح دماغه وما يبقاش حابب يتحمل مسؤولية بيت وأسرة ويقرر مايتجوزش، وده فى مجتمعاتنا مسموح به للراجل بس لكن البنت بتتفضح وتبقى عانس، هقول لك الراجل ممكن يعنس حتى وهو متجوز لما مايختارش صح ويتجوز أى حد والسلام علشان الشكل الاجتماعى يكمل.
هتقول لى الراجل مابيعنسش ويتجوز ويخلف فى أى وقت، هقول لك صح جدا، الست برضه ممكن تتجوز فى أى وقت والخلفة برضه نصيب.
هتقول لى مفيش حاجة إسمها راجل بيعنس، هقول لك ولا فى ست بتعنس ولا ينفع يكون فى أى مصطلح يجرح مشاعر ست أو راجل، مينفعش تحمل البنت فوق طاقتها، مينفعش تهينها وتتعب نفسيتها بسبب وضع هى ملهاش يد فيه، البنت لما بتتأخر فى سن الجواز دى بتبقى حاجة خارجة عن إرادتها، وحتى يا أخى لو بإرادتها، ماتسيبها بحريتها، احترم قرارها، ما إنت أكيد مش عارف إيه أسبابها ودوافعها، خاصة بقى إن إحنا كبنات مبيبقاش عندنا رفاهية الاختيار، المفروض إنتوا اللى بتختارونا، يعنى مش هيبقى موت وخراب ديار.
الخلاصة إن مينفعش تكون فى مصطلحات مُخربة زى "العنوسة" ومافيش حاجة اسمها تأخر سن الزواج، وماتتعبوش نفسكم فى اختراع مصطلحات تبوظ نفسيات من لا حول لهم ولا قوة، ومفيش أى حاجة فى الدنيا حددت ميعاد للجواز أول قال إننا المفروض نتجوز الساعة كام، كفاية تخريب فى نفسياتنا بقى وسيبوا كل حاجة على حالتها.
لو حابب يبقى فى مصطلح زى "العنوسة" يبقى المفروض علينا وعليك وعلى يخصك.. هتقول لى تانى مفيش راجل بيعنس هقول لك مراحل عنوسة الأستاذ مصطفى تؤكد لك كلامى لأنها نفس مراحل عنوسة كل البنات.
فاكر يا أستاذ مصطفى لما رفضت تتجوز شيرين علشان كان بقها كبير، وسهير علشان كانت قصيرة، وأمل علشان كانت تخينة حبتين، وولاء علشان كان أبوها على قد حاله مع إنها كانت ما تتعايبش، أهى بسمة رفضتك علشان كنت مليان حبتين، وأقول لك كمان على سر.. رفضتك علشان رغاى وبتتكلم عن مميزاتك اللى إنت لوحدك شايفها كتير.
اتجوزوا فى أى وقت، اتجوزوا لما تحسوا بالراحة، اتجوزوا علشان تستمروا بحب ومودة ورحمة مش علشان تعملوا شكل اجتماعى خوفا من كلام الناس.
العنوسة لفظ ممكن يموت بنى آدم من كتر القهر، عيشوا الحياة ببساطة.