طارق ياسين يكتب: نواب الشعب فشلوا فى تمثيل الشعب
طارق ياسين
منذ ثورة 25 يناير مرت مصر بالكثير من الأحداث التى أربكت حياة المواطن، الذى ترتد إليه كل نتائج الإرباك السياسى والاجتماعى والاقتصادى، الذى تسعى لأن تنجو منه مصر بتخطيط واع ومدروس ومن القيادة السياسية، والسؤال من يحمل عن المواطن تلك الهموم؟ ويضعها أمام المسئولين، ويتحدث نيابة عنه ويسعى لتحقيق طموحاته ويزرع فى نفسه الأمل فى الغد الأفضل الذى ننتظره جميعاً، الإجابة التلقائية هى أن المواطنين انتخبوا نواباً عنهم فى البرلمان، هم صوت المواطن فى مواجهة السلطة ومسئوليتهم الرقابة والتشريع لصالح المواطن، ويبقى السؤال هل حقق مجلس النواب آمال وطموحات المواطنين؟ وهل التزموا بالمسئولية أمام الشعب؟ لو طرحنا السؤال على أى مواطن فكأنك وخزته فى جرح عميق لم يلتئم وترى فى عينيه اليأس وكأنه يقول (بلاش تقلب المواجع).
وللإنصاف لا بد أن نذكر أن هذا المجلس جاء فى ظروف استثنائية من تاريخ مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو والهدف النبيل الذى اجتمع عليه كل المصريين وهو الحفاظ على وتماسك الدولة المصرية ضد المخاطر والمؤامرات المحلية والإقليمية والدولية، وقد أدى المجلس هذا الدور كما يجب، ونحن أيضاً نؤمن بالتكامل والتناغم بين مؤسسات الدولة ولكن بحيث لا يتناسى الجميع الركن الأهم فى الدولة وهو المواطن، وعلى أى مؤسسة أن تسعى لاكتساب ثقة الشعب والمخاطب الأول بهذه القاعدة هو مجلس النواب، وسأعرض صوراً بسيطة لأداء النواب، من المسئول عن عدم تفعيل الاستحقاق الدستورى المتمثل فى إجراء الانتخابات المحلية، الإجابة تدور حول عدم حسم المجلس لمقدار اللامركزية التى تتمتع بها المجالس الشعبية كما نص الدستور، أو أن يقال إن ائتلاف دعم مصر وهو يمثل تيار الأغلبية فى المجلس يسعى لتشكيل حزب أغلبية، ولكن الائتلاف يضم عدة أحزاب، فهناك صراع على المواقع داخل الكيان السياسى المقترح (من يكون أين). وباقى النواب فى حالة انتظار وتأهب للقفز فى القائمة التى سيأتى بها النظام الانتخابى المقترح، أى إن النائب يَصب كل اهتمامه فى ضمان مقعد له فى القائمة ليضمن بقاءه نائباً لدورة مقبلة، وهنا ومع غياب الوعى السياسى لديه يفقد اهتمامه بمن صنعه وأوجده فى هذا الموقع وهو المواطن الناخب.
- هذا على المستوى العام للمجلس، ولكونى سوهاجياً أتابع أداء نواب سوهاج ترى العجب.
- معظم نواب سوهاج أعضاء فى تكتل الأغلبية (دعم مصر) وأيضاً بينهم وكيل لمجلس النواب، والمفترض أن هذا يعطيهم ميزة وقدرة على الحركة والعطاء لصالح شعب سوهاج، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
- عندما يتشكل رأى عام رافض لمسئول ما ونزع عنه الشعب السوهاجى ثوب الثقة (مع تعدد وتنوع الأسباب) ثم تجد هذا المسئول يعمر فى موقعه كما لم يعمر أحد من قبله، وتسأل لماذا يقال لك إن السادة النواب متمسكون به وطالبوا الإدارة المركزية بالإبقاء عليه فى تحد لإرادة ناخبيهم.
محام بالنقض