لا أستمع إلى الموسيقى؛ يكفي أن أتذكر صوتك، لا أشتاق إلى وجهك فقد احتفظت به بين الجفون. ما أحتاج إليه بشده هي يدك لتمسك بيدي، لتمنحني القوة، لأشعر بالأمان، لأمتلئ بالثقة، لأواجه هذا العالم القاسي، لأحاربه وأهزمه.
ليس للأشياء طعم في غيابك، فأنا آكل كي أعيش، من أجل يوم أنتظره، أشرب ولا أروي ظمأي، فقد أدمنت الارتواء من ذلك البريق اللامع في عينيك.
القلب بدونك أصبح صحراء قاحلة، لا بنيت فيها شئ غير شجرة حبك التي أرويها بدمائي، والروح تشتاق إلى لقياك في الملكوت. ما يقلقني حقا يا غاليتي هو أن يتكرر صدك وهجرانك في الآخرة، فكيف يكون نعيم الجنة دون عينيك، وماذا يكون عذاب جهنم إذا قورن بغيابك.
اعلمي أنه لا يوجد بائس على هذا الكوكب مثلي، كل ما يخصني عظيم، همي، وأحلامي، وحتى حزني على فقدك، كلها كبيرة وغير عادية. ربما أكون مبالغًا بعض الشيء، لكنني لا أمتلك في هذه الدنيا شيئًا أغلى من حبك.
لا تتركي سنوات عمرك تمضي في سراب، وتضيع في أوهام، فأنا لست نادمًا ولن أكون، مهما طال انتظارك، لأن مكافأتي ستكون لقاءك في النهاية.
لم أشعر يومًا بالندم لأني وهبتك قلبي دون مقابل، ودموعي كذلك دون مقابل، أما أنت فترفضين الهدية دون مقابل، فكافأتيني مقابل حبي الهجران، ومقابل دموعي التسبب في سكب المزيد منها.
لم أتوقف لحظة عن حبك، ولن أفعل، لم أتعب من البحث عنك بين ألوف الوجوه.. وحده صوتك الذي لن أنساه، سيدلني على مكانك يومًا ما.. وحدها ابتسامتك القادرة على تغيير مجرى تاريخي.
لقد مل الهجر هجرك، ومل البعد بعدك، ومل الصد صدودك، ولم أمل! أميرتي النائمة في البرج المسحور، لا أريد صعوده دون رغبتك، أو إزعاج أحلامك الرقيقة مثلك.. بل أنتظر نزولك لاصطحابي إلى قمته، لنعش ذلك اليوم، حتى وإن كان آخر أيامي في الدنيا.