معروف عن الغربيين أنهم مولعون بالاختصارات بدرجة مَرَضية، أي شيء يقع تحت أيديهم يختصرونه فورًا إلى ثلاثة أو أربعة أحرف ولا يستخدمون الكلمات الأصلية تحت أي ظرف وعليك أنت تخمين ماذا تعني الحروف الثلاثة.
جرب وابحث في أي من محركات البحث على الإنترنت عن أي ثلاثة أحرف عشوائية ستجد العشرات من المعاني خلف هذا الاختصار؛ اسم مدينة أمريكية، كاتب بريطاني، متلازمة مرضية، اسم مركب كيميائي، امتداد برنامج كومبيوتر، طريقة رسم هندسي.......
أما نحن فلنا طريقة أخرى في الاختصار، وهي طريقة قص الكلا... كما عبر عنها الفنان الراحل "محمد رضا" في فيلم "٣٠يوم في السجن".
أي اسم من مقطعين يتم قص المقطع الثاني؛ شرم الشيخ تحولت إلى شرم، وهكذا صفط، شبين، السخنة....
كذلك تطبيقات الهاتف؛ فيس ، واتس،....
أما بالنسبة للأسماء فحدث ولا حرج، فقط امش في أي شارع ودع أذنيك تلتقط ما لذ وطاب؛ محمااا، أشف، حساا.....
أي همزة في آخر الاسم تحذف فورًا؛ ضيا، لميا،...
ما عُبِّد من الأسماء تنالها يد الإدغام فتتحول إلى عبعزيز، عبحميد أو تختصر فورًا إلى عبده.
الاختصارات نفسها لم تنجُ من قص الكلا.. مثلاً السيارات الـBM
أما معشر الأطباء فقد خلطوا كلمات إنجليزية مع مصطلحات لاتينية مع قواعد عربية لتنتج خليط جهنمي من الأفعال مثل ڤنتل، تَيِّب، ڤيتل، ديِّس وهي أفعال لا ترجمة لها إلا داخل وزارة الصحة المصرية.
لم يتبق بعيدًا عن مقص الكلمات إلا الشعر، فقررتُ أن أضمه للقائمة، فكتبت هذه القصيدة:
ملحوظة: الحروف بين الأقواس لا تنطق بناء على تعليمات الفنان محمد رضا في فيلم ٣٠يوم في السجن.
ماتيجي حبيبي نقُص الكلا. (م)
نقص المشاكل نقص الخِلا. (ف)
ومايكونش بينا قضية وبَلا. (غ)
وننسى الشتيمة ورفع السِّلا. (ح)
ويبقى كلامنا بخفة ودلا. (ل)
مابين كل كلمة وكلمة حلا
هنحيا حياتنا ف سعادة و سلا. (م)
وهيروح صداعنا ونرمي العِلا. (ج)
تعالى حبيبي نقص الخِنا. (ق)
ونرمي المشاكل ورانا هنا. (ك)
وتخلع قناعك وأشيل القِنا. (ع)
ونملا حياتنا بصلح وعِنا. (ق)
ودا أمر هين وسهل المنا. (ل)
نكبّر وننسى وحبّة طنا. (ش)
نرد الإساءة بمحبة وحنا. (ن)
خناقنا هيقلب سعادة وهنا. (ء)