أحمد عبدالعال يكتب: الفيوم لها تاريخ عريق يمتد لسبعة آلاف عام
أحمد عبدالعال
الفيوم لها تاريخ عريق يمتد لسبعة آلاف عام، حضارة الفيوم «أ» وحضارة الفيوم «ب»، وهذه عصور ما قبل الأسرات، بالإضافة إلى العصور الحجرية التى تمتد إلى 20 ألف سنة، وهى العصر الحجرى الحديث، والوسيط، كل هذا أقدم من التاريخ البشرى أما التاريخ الطبيعى فيمتد إلى 40 مليون سنة، يتمثل فى وادى الحيتان، والغابات المتحجرة.
إن الفيوم من أقدم مدن العالم والدنيا، بالإضافة إلى العصر الفرعونى، متمثلاً فى هرم سيلا الذى بناه الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة «عصر بناة الأهرام» ومحاجر البازلت فى شمال بحيرة قارون، وتتكون من منطقة ودان الفرس، والطريق القديم، وأماكن تجميع البازلت، أما عصور الدولة الوسطى فتتمثل فى هرم اللاهون الذى بناه الملك سنوسرت الثانى من الأسرة الثانية عشرة، وهرم هوارة الذى بناه الملك إمنمحات الثالث من نفس الأسرة.
كما تتميز عصور الدولة الوسطى بوجود معبد الإله رننوتت إله الحصاد، وهو المعبد الوحيد الكامل من عصر الدولة الوسطى، ويقع فى مدينة ماضى.. ونأتى للعصور اليونانية الرومانية، حيث إن الفيوم تعتبر موقعاً ممتازاً لزراعة الحنطة، والشعير، والفواكه، خاصة العنب، وشيد ملوك وحكام هذا العصر على طريق القوافل، الذاهب إلى الواحات، معابد ومدناً للعبادة والاستراحة، والنبوءة تبدأ من مدينة أم الإثل فى مركز طامية، وبُنى بها معبد للوحى، والنبوءة، وكانت تدعى باخياس، وتعمل بها بعثات إيطالية.
كانت كوم أوشيم بها معبدان، شمالى وجنوبى، كُرّسا لعبادة الإلة سوبك، وهو التمساح، وسميا (سكانوبايوسيس، وبونوفريس)، وأيضاً حمام عام للاستحمام والتريض، لأنها كانت تعتبر استراحة للقوافل، وكانت تسمى كرانيس، كما تحظى الفيوم بديمية السباع شمال بحيرة قارون، تبعد عن البحيرة بمقدار 2 كيلو، وكانت فى العصر اليونانى الرومانى على ضفاف البحيرة، حتى نصل إلى قصر قارون، وهو معبد كُرس لعبادة الإله سوبك، والإلة ديونايس، ورمزه الخمر، والعنب، ويعتبر مركزاً لتجميع القوافل الآتية والذاهبة إلى الواحات البحرية، وذلك للتجارة. لا ننسى معبد قصر الصاغة، الذى بنى مكان تجميع أحجار البازلت، التى كانت تبحر عبر البحيرة ثم تتجه إلى النيل عبر بحر يوسف إلى هضبة الأهرامات، لعمل أرضيات أهرامات الدولة القديمة الأسرة الرابعة، وبعد هذه الرحلة الجميلة فى التاريخ القديم والطبيعى للفيوم، نجد أن الفيوم تحتاج إلى رحلات، وطرق، وتطوير فى كل مزاراتها السياحية، نحن بصدد التحدث عن السياحة التاريخية، والثقافية، لهذه المحافظة الزاخرة بكل أنواع السياحات من ثقافية، وريفية، وساحلية، وصحراوية، جبال الفيوم، وصحاريها مليئة بالمتفردات التى لا توجد فى محافظة أخرى.