كتبت قبل ثلاثة أشهر منبهاً إلى ظاهرة الحفر بالشوارع وتركها بلا خجل ليتعثر فيها المواطنون من الكبار والصغار وترتج فيها السيارات حتى توشك على التفكك. أصبح ذلك هواية يومية عبثية تمارسها مصالح وشركات حكومية وخاصة وأفراد بلا ضابط أو نظام.. وأصبح الشارع وكأنه بلا أصحاب يعيشون فيه ولا حكومة تحميه ولا رئاسة حى ومحافظة تحرص على وقف الظاهرة اللاإنسانية اليومية المحزنة ومصالح ضخمة تتعطل وخسائر مالكى السيارات من المطبات الغبية بالمليارات وكأن الجميع اعتادوا الأمر ولا يجدون غضاضة عندما يسقط النساء والأطفال وكبار السن متعثرين فى الحفر.
وفى إنشاء خط المترو الجديد إلى مدينة 6 أكتوبر نرى عجباً، فبدلاً من أن يبدأ العمل أولاً من مدينة أكتوبر الواسعة والسهلة بدأوا من القاهرة والجيزة!! وأغلقوا وحفروا الشوارع الرئيسية والفرعية فى بولاق أبوالعلا والزمالك وإمبابة والمهندسين والصحفيين والهرم حيث الكثافة السكانية العالية.. وأغلق مهندسو الطرق فى شركة إنشاء المترو الرابع الفرنسية الطرق بحواجز حديدية حولت المنطقة إلى سجن كبير لمدة ستة أشهر، ولم نرَ عملاً فلا حفر ولا إصلاح للمحفور ولا فتح ممرات للمشاة والسيارات بأوامر الشركة الغريبة ودون تحديد برنامج زمنى للعمل يتوافق مع ضرورات الحياة اليومية وحق التنقل الآمن للمواطنين.
وقد تابعت باهتمام ما جرى فى لقاء السيد رئيس الجمهورية ووزير النقل ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأوامر السيد الرئيس الواضحة بضرورة تأمين وسلامة الطرق الجديدة. وأعتقد أن اللقاء لم يغفل التعامل مع ظاهرة الطرق الحالية داخل المدن والطرق التى تربط المحافظات والقرى والنجوع فى كل مصر.. وهو أمر غفلت عنه المحليات لسنوات طويلة وأصبح الإهمال للطرق عادة يومية لا يحاسب عليها أحد على الرغم من القوانين الكثيرة المجرمة للتعدى على الطريق والتى تغلظ العقاب على من يتسبب فى قتل أو إصابة الناس نتيجة تخريب الطريق.. فكيف نحن وإنجازاتنا فى الطرق الجديدة تبهر العالم لا نعالج حفر شوارعنا الحيوية؟!!
والله غالب.