من أجمل المشاعر التى يمكن أن تغمرك وتذيبك وتقضى على أى مقاومة لديك قد تبديها للبعد عن تجربة تقترب منك وتدعوك لخوضها أن تجد نفسك وسط باقة من الأحلام الخضراء، فالأحلام لها ألوان ومذاق ورائحة وظلال وملمس وبصمات، وغالباً ما تترك على نفوسنا علامات لا تغادرنا أبداً، وإذا كنت من هؤلاء الذين يعيشون فوق السحاب ويداعبون طيور السماء والملائكة فإن أحلامك دون أدنى شك هى رؤى وقراءة للمستقبل القريب، والجميع يقعون فى حب هذه الشفافية والقلب الجميل، ومن يقترب منك يرتبط بهذه الخصال التى تدعمه وتبهجه وتشبعه معنوياً وفكرياً، وقد يصل الأمر لأن تصبح سنداً له ولا يغادرك أبداً حتى وإن اختلفت طباعكما تماماً.
ومنذ عام جاءتنى فرصة جميلة لأجد نفسى وسط حزمة من الأحلام الملونة بألوان الربيع، جمعها فنان له صوت كروان ولمسات سحرية تحول القبح إلى جمال، وتصنع من كل ما لديها من إمكانيات درجاً للمواهب، لتصعد وتصعد لأعلى نقطة يمكن أن تصلها فى رحلة النجومية، حتى وإن تفوقت عليه هو نفسه صانع النجوم (د. خالد حلمى)، ويبدو أن المواهب الشابة تحفز كل من يقترب منها على إخراج ما داخله من حب وإبداع وتفوق وطاقات، كان قبل لقائه بها لا يدرك ملكيته لها أو أنها جزء من تكوينه الطبيعى، إلا أن الطاقة الإيجابية تصيب الجميع بالعدوى، ولكنها عدوى ناعمة الملمس كالحرير تتسلل لداخل الدماء والقلوب فيتلون كل العالم أمام عيون صاحبها بألوان التفاؤل والحب والجمال، ومنذ فترة ليست بالبعيدة انطلقت الأصوات الشابة تتحدث عبر الأثير لتقول للمصريين إن (الكلمة تفرق) ويومها اكتشفت أن الفرحة لها معنى، لأبدأ يومى مع (النهار له اتنين) والصوت الضاحك إيناس وخليل، وليبدأ النهار ببسمة حقيقية تدفئ القلوب وتداعبها وتطلق المشاعر فى الفضاء، ولكن سرعان ما يجذبها مرة أخرى صوت واثق محب للنشاط والرياضة وله تاريخ وإبداع رياضى (مع شوبير) ليحلل ويقص ويعلن كل ما هو جديد فى الملاعب، وقبل أن ينتصف النهار يكون صوت شباب الأخبار قد خرج علينا كل ساعة ليخبرنا ماذا يجرى على أرض المحروسة وكيف نستقبل اليوم ونتوقع من نسمات الصيف ليسلم كل واحد منهم الميكروفون للآخر، وفى الثانية أشتاق لصوت الجميلة والمشاغب الذى يقاسمها السيطرة على الميكروفون ليحكيا لنا ماذا يشاهدان فى (مصر من البلكونة) وما يدور فى الشارع المصرى وبأى مناسبة يفرح المصريون وماذا يبنون وينتظرون، ولأنه من المبدعين المصريين لم ينس فى إعداده شبابنا الباحث عن الضحكة وسط يوم العمل الطويل، فيختار اثنين من الشباب ليتحدثا لهذه الفئة فى (ساعة تروح وساعة تيجى)، ولما بيهل المسا (تنور مصر بأهلها) مع محمود الفقى ومها بهنسى لتظل أنوار الليل تنطلق عبر الأثير مع جميلة التليفزيون، وتحكى شافكى المنيرى قصص الفنون والأفلام والمسلسلات، ويعرفنا مدحت العدل على أصحابه من الناس العزاز، وفى منتصف الليل ومع نهاية الأسبوع ينطلق صوت سماوى يمدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ليكون من أهم اكتشافات من رسم وخطط وأبدع فى ٩٣.٧ (الكلمة تفرق)، ليقدم لنا الموهوب مصطفى خضر (الحضرة)، حيث يمزج بين التاريخ والموسيقى الروحانية والذكر والسيرة التى يعشقها المصريون، ولأن باقة الأحلام رائعة فى كل شىء فإن من ينسقها ويسهر على إعداد وترتيب أوراقها أميرة الأميرات وحازم الذى يبدى حزمه من قلب طيب وخلوق وأم حسين المتفانية حتى آخر دقيقة فى اليوم، ولنسمع أجمل الألحان والكلمات من وليد ومنير، أما أنا فكان لى أكثر الأنصبة فى الحب والطاقة الإيجابية من صاحبة الفرحة والضحكة والواثقة والشرير المتفوق والطيب وصاحب الصوت الرخيم والفيلسوف والباحث عن قصة حب والجميلة والهادئة والرقيقة والقائد الخلوق زميل العمر كله، ولأصدقائى أقول إن أردتم أن تتعرفوا على هؤلاء فاستمعوا إلى DRN.