لم أشهد في حياتي حكاية كحكايتنا، لم أر قبل ذلك شخصًا يكسر قلبًا أحبه حد المرض، فهناك أنواع رحيمة من القتل يمكن اللجوء إليها دون إيذاء مشاعر من أحبونا بصدق، ومنحونا قلوبهم دون مقابل.
سأعيد إليك ما أغضبك أخذه، لكن هل تستطيعي أن تعيدي لي ذلك القلب الذي لم يرغب إلا في قربك، حتى لو خيرتيه، لاختار تركي و البقاء معك، هل بإمكانك أن تعيدي لي تلك الابتسامة التي رحلت معك، وفارقتني دون رجعة.
نعم بامكانك ذلك، فقط حينما تعودي أنتِ، نعم.. لستِ محور الكون، لكنك محوري الذي تدور حوله أيامي، أنت الأمنية التي لا أرغب في شئ سوى تحقيقها.
ارحمي ذلك القلب الذي غادر ضلوعي ليسير ورائك، يبحث عن رائحة عطرك، يبحث عن البقاء قربك دون أن تشعري، يراقبك من بعيد ليطمئن أنك بخير، وهذا يكفي لجعله قادرًا على الاستمرار في الحياة منتظرًا وقوع المعجزة.
يقولون إن الشئ المكسور لا يمكن إعادته إلى ما كان عليه، لا يعلم هؤلاء أن بعودتك سيعود قلبي إلى سابق عهده حديقة غنّاء، مملوءة بالورود والرياحين وينابيع الماء، تختاري ما تطيب له نفسك من أنهار الحب.. تجلسي على شطآنه تداعبين بأنامل قدميك مياهه التي تهدر احتفالًا بك.
يا غاليتي أنت الدواء الذي بدونه لن تشفى روحي، أنت طوق نجاتي من أمواج الحب العاتية، أنت خلاصي من آلام الهجر والفراق والابتعاد، فكفى ظلما لعيون لن تقر إلا بك، وقلب لن يهنأ إلا بوجودك.
كفي عن حماقاتك تلك، فما هكذا تكون النهايات. أوتعلمي، يكاد الإحباط يتملكني كلما زاد الأمر تعقيدًا، لكن وفقًا لفن الرواية فإن ذروة الأحداث، والمرحلة التي يصل فيها القارئ لكتم الأنفاس، لا تعبر بالضرورة عن النهاية، وإنما تمثل انطلاقة جديدة نحو تحقيق الأحلام.
توقفي عن الهروب، فلن ينفعك أحد غيري، لن تجدي ذلك الحنوّ وتلك الشفقة بأهدابك المرهقة إلا عندي. اتخذيني رفيق درب، أو صديق عمر، أو كما يقول الأتراك عندما يعشقون: «سنشيخ على وسادة واحدة»، لكن لا تخسري كل شيء. وتذكري، حماقة واحدة قد يندم عليها الإنسان لباقي عمره، لكن لا تقلقي.. في الآخرة لا موت ولا فناء، وأنا هناك، أنتظرك على الجانب الآخر من الحياة، عند الأبدية المُطّلقة.