لم يعد للفساد رأس واحد يمكن قطعه، فتنتهى المشكلة و«البلد تنضف». ولم يعد يكفى أن تصطاد الأجهزة الرقابية فاسداً كل يومين أو ثلاثة فنهلل وننام قريرى العين. ولم تعد الرقابة الإدارية وكل أجهزة الدولة المماثلة كافية لمواجهة سرطان الفساد، لأن خلاياه نائمة وبعيدة وكامنة حتى فى المواطن الصالح، فإذا كانت خمسون جنيهاً سترحمنى من وقفة الطابور أو ضياع الوقت.. سأدفعها وأنا منتشٍ وسعيد. أما إدانة من يختار فاسداً لموقع مسئولية.. فلم تعد فى محلها، لأن الفساد فى مصر، وعبر أكثر من أربعين عاماً، أصبح بالفطرة: «فساد نفوس وليس فلوس». هذا ما تعنيه صيحة «كلنا فاسدون»، وما من حل إذن سوى محاكمات فورية، وقطع بعض الرؤوس.