لا نكف، يا سادة، عن الشكوى من مصاعب الحياة وغلاء الأسعار، على الرغم من أننا جميعاً السبب.
بدءاً من الأسرة وأسلوب حياتها وتنشئة الأبناء، وصولاً إلى غرس القيم والأخلاق والثقافة فى نفوس الشباب، ودفعهم إلى الاعتماد على النفس وإثبات الذات.
يا سادة، إن حالة الانهيار الثقافى والأخلاقى التى أصابت المجتمع أصلها من الأسرة، ومنبتها أسلوب التنشئة والخطأ فى التعامل مع الشباب.
الشباب الذى عزف عن القراءة والاطلاع والمعرفة وتحوّل إلى مجتمع الكافيهات والسوشيال ميديا.
يا سادة.. هل يستطيع أب أو أم أن يقول أو تقول ما آخر كتاب قرأه ابنهما أو ابنتهما؟!
ما الدافع الذى يتم وضعه للشاب حتى يرتقى بذاته، ويبحث دائماً عن المعرفة والثقافة؟
مصر تعانى منا، ولسنا نحن الذين نعانى.
نحن الذين أرهقنا الدولة واقتصادها، فنحن فاشلون فى التعامل مع كل الأشياء الأساسية فى حياتنا، فاسدون فى استخدام كل ما هو مملوك للدولة، فاسدون فى الشارع، فاسدون فى التعامل مع بعضنا البعض، فاسدون فى استخدام المنشآت العامة والخاصة.
الإصلاح لا يأتى فقط من الرئيس السيسى لأنه فى احتياج شديد لشعب واع وأسرة مترابطة وشباب مطلع ومثقف.
أصبح همنا ما يدخل جوفنا، فأصبحت قيمتنا ما يخرج منا.
الدولة تحتاج منا بشدة أن نعيد ترتيب الأسرة المصرية من الداخل والتعامل المعتدل مع الشباب ودفعهم إلى مزيد من الاطلاع والتعلم بدلاً من إعطائهم الأموال ومساعدتهم فى الجلوس فى الكافيهات والشوارع.
فى جميع دول العالم الكافيهات وأماكن الخروج نادراً ما تجد أهل البلد موجودين فيها بكثرة، اللهم أيام العطلات فقط لأنهم واعون متعلمون ولديهم هدف محدد.
الرئيس السيسى ليس ساحراً ولا دخل له فى حالة الغلاء أو حالة الانهيار الأخلاقى التى أصابتنا.
ساعدوا أنفسكم حتى تستطيعوا أن تساعدوا دولتكم.
وفى النهاية أذكر نفسى وأذكركم بالآية الكريمة: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ» (الرعد: 11).
غيّر نفسك وابدأ بها.. غيّروا يرحمكم الله.