شهود عيان على انقلاب عربات المترو: «طارت ودخلت فى عواميد الكهرباء»
ارتباك وفوضى فى محطة المرج بعد خروج عربات عن القضبان
حالة من الارتباك والفوضى سادت ركاب قطارات الخط الأول بمترو الأنفاق، صباح اليوم، عقب غلق محطة المرج القديمة، نتيجة انقلاب عدد من عربات قطار كورى الصنع، ما تسبب فى زحام شديد برصيف محطتَى المطرية وعزبة النخل، وتدافع الركاب نحو عربات القطارات، وحدثت مشاجرات بينهم، بالإضافة إلى استقلال الرجال عربات السيدات دون مراعاة اللافتات الدالة على كونها خاصة بالسيدات، رغم انتشار أفراد الأمن على أرصفة محطات الخط الأول لإرشاد المواطنين وتأمين وتنظيم العمل بالمحطات.
يقول محمد منير، صاحب محل عصائر مواجه لسور محطة مترو المرج القديمة: «كنت واقف فى المحل، وعلى الساعة 2 الضهر سمعت صوت خبط جامد كان صوت تكسير طوب وحديد من سور المترو»، ويضيف: «لما قرّبت لقيت عربية خارجة عن القضيب، والعربية اللى وراها زقتها ودخلت فى عواميد محولات الكهرباء فاتقلبت وكسرت الكشك بتاع السواقين بالمحطة»، لافتاً إلى أن عربات القطار كانت خالية من الركاب: «وقت الحادثة ما كانش فيه ناس كتير فى المحطة، والمترو كان داخل فاضى لأنه بينزّل الركاب فى رصيف الطوارئ، ومفيش حد اتصاب، لكن الناس كانت بتجرى فى الشارع من الخضّة».
يقف محمود خالد أمام محل الملابس الجاهزة الذى يملكه بجوار محطة المرج المؤقتة، وهو فى حالة صدمة مما رآه: «أول ما سمعت صوت تكسير طلعت على سطح البيت أتفرج، ولقيت الناس واقفة على الرصيف والمترو داخل فى الرصيف، وده كله بسبب غلط فى التحويلة»، واصفاً الحادثة بالكارثة: «يعنى التذاكر تغلى ومفيش خدمات، إنما كمان عربيات مترو تتقلب، ومحطة المرج تتقفل؟ بجد حرام».
«منير»: «سمعنا صوت خبط وتكسير فى السور.. والناس كانت بتجرى من الخضّة بشكل مرعب»
ويقول إمام على، يسكن بحى المرج القديمة: «كنت رايح أركب المترو الساعة 3 عشان أروح عين شمس، واتفاجئت بالمحطة مقفولة عشان 4 عربيات اتقلبوا، منهم عربيتين للسيدات، وسمعت إن عامل من اللى بيصلحوا فيه اتصاب»، ويضيف قائلاً: «العسكرى قال لى إن المحطة مقفولة لمدة ما يعرفش تنتهى إمتى، وإن خط المرج شغال من أول محطة عزبة النخل».
وبالنسبة لرحلة الركاب فى قطارات خط المرج، جلست مجموعة سيدات داخل إحدى عربات مترو الخط الأول يتساءلن عن أسباب الزحام بمحطة المطرية، حيث فوجئن بأنهن مجبرات على استقلال مترو آخر من رصيف حلوان بالمحطة ليقلهم لمحطة عزبة النخل، تقول فوزية السيد، ٧٠ عاماً، مقيمة بمنطقة المرج الجديدة، إنها علمت أن محطة المرج القديمة تعطل العمل بها، حيث أبلغتها ابنتها تليفونياً فى تمام الساعة الثالثة عصراً لتحذرها، وتعبّر عن ضيقها من تعطل المترو قائلة: «ذنبنا إيه يبهدلونا وكل شويه ينزّلونا من مترو ويركبونا غيره، ويقفلوا محطة يعزلوا سكانها بالكامل عن الدنيا؟!».
وشهدت أرصفة محطة المطرية تكدس الركاب وتدافعهم نحو بوابات القطارات، ما أدى لسقوط البعض على الأرض وإصابتهم بكدمات بسيطة نتيجة تشغيل قطار واحد بسكة مفردة ينقل الركاب من محطة المطرية إلى محطة عزبة النخل.
رفيدة حسين، وقفت تنتظر قطاراً يقلها إلى مكان سكنها القريب بالمرج، وتشكو من تأخر القطارات، حيث قضت نحو ساعة تحاول استقلال القطار: «اتبهدلت النهارده جامد، والناس مش بتراعى إنى كفيفة وبيزقونى، وكانوا هيوقعونى على الأرض، وبعدين حكاية إن عربية تتقلب دى أول مرة تحصل عندنا فى المترو وما تتصدقش»، وتقول بنبرة غاضبة: «كان لازم ينبهوا على الناس فى المترو إن محطة المرج مش شغالة، مانقطعش تذاكر وندور على وسيلة تانية».
أما سيدة محمد، موظفة مقيمة بحى المرج الجديدة، فتحاول الإنصات للنشرات المذاعة عبر الإذاعة الداخلية بمحطة المطرية: «بركب المترو زى كل يوم، ولقيته فجأة بيقف فى محطة المطرية، وهناك سمعت الموظفين بيندهوا فى المايك إن محطة المرج مقفولة وإننا هنركب مترو تانى من رصيف حلوان لحد عزبة النخل»، وتتابع معبرة عن ضيقها من سوء الخدمة بمحطة المترو: «مش عارفين هنركب إيه بعد ما المرج عطلت، والواحد كان بيهرب من حوادث الطرق وبلطجة السواقين بالمترو وبيقول عليه أسرع وأأمن وسيلة، لكن بالطريقة دى الواحد هيخاف يركبه تانى».
وشهدت الشوارع المحيطة بمحطة عزبة النخل زحاماً شديداً من المواطنين الذين خرجوا من المحطة وسط انتشار ميكروباصات لنقل الركاب لمنطقتَى المرج القديمة والجديدة، يقول أحد السائقين، رفض نشر اسمه: «أنا شغال على خط المرج القديمة والجديدة، وبنقف بالعربيات على الشارع بره، لكن النهارده عشان العطل فى محطة المرج وقفنا قريب من المحطة عشان نحمّل أسرع»، لافتاً إلى أنهم تأثروا سلبياً بالحادث: «العطل ما أفادناش لأن شرطة المرور قفلت علينا الطريق اللى قدام محطة مترو المرج المؤقتة وخلته ماشى فى اتجاه واحد، وبالتالى ببيخلونى ألفّ لفة كبيرة وأحرق بنزين أكتر».
وشهد محيط محطة المرج القديمة انتشار عناصر الشرطة لتأمين المحطة وتسيير حركة المرور فى الشوارع المطلة على المحطة، وإعلام المواطنين بأن المحطة مغلقة لأجل غير مسمى بسبب عطل فنى.