بعد أن روينا قصة الدكتور الشقنقيرى، أستاذ الشريعة الإسلامية بكليات الحقوق المصرية، وتحيّن الإخوة اللبنانيون الفرصة لإبعاده من وظيفته بباريس، وتحديداً فى البنتايون القريب من جامعة السوربون، وتوليهم المنصب وإصرارهم أن يكون منصباً لبنانياً صرفاً، نروى اليوم سيطرتهم على الإعلام العربى، فكل مقدميه لبنانيون، تجد هذا فى جميع القنوات، وتحديداً القنوات الأجنبية مثل قناة فرنسا وقناة روسيا وقناة ألمانيا، والغريب أنهم دخلوا قنوات ماسبيرو فى بعض البرامج، والمدهش أنك بدعوى أن الشعب المصرى لا يعرف اللغة الفرنسية يسيطرون على كل شىء فى القناة الفرنسية، ونادراً ما تجد أحد الضيوف من المصريين، لكن فى الأغلب نجد أن مقدم البرنامج أو مقدمته من لبنان والمغرب العربى، وهؤلاء لا يأتون بضيوف إلا من بلادهم الأصلية، وسوف يضنيك ويؤلمك الغياب العمدى للضيوف المصريين، وكأن مصر خالية تماماً من العلماء أو المخترعين أو الكتاب. أرجو أن تعتقد عزيزى القارئ أنك ستوقن أن مصر خالية من هؤلاء، فلا شىء يؤرق مقدمى البرامج اللبنانيين سوى هموم بلدهم لبنان يفرضونها علينا نحن المشاهدين فرضاً.. فلا ضيوف إلا من لبنان، ولا قضايا عربية إلا القضايا اللبنانية، وقبل كل ذلك وبعده، لا وجوه تليفزيونية إلا من لبنان، سألتُ نفسى: أين المصريون على شاشة قناة فرنسا مثلاً؟ فلم أجد إجابة! مصر ذات المائة مليون والأربعة (عدد سكانها)، وأرض الجامعات الكثيرة، وكليات الإعلام أيضاً، ليس منها من يصلح ليقدم برنامجاً أو يتحدث كضيف!
هناك مؤامرة على مصر فى هذه القناة رغم أن أساتذة القانون والسياسة أكثرهم من مصر، لكن بأمر هؤلاء لا وجود للمصريين على هذه الشاشات رغم أن علماء النفس والفضاء والأدب والإبداع مصريون، لكن يجب أن يظل هؤلاء فى الخفاء فلا حديث عنهم ولا وجود لهم.
فقط الوجود والظهور على الشاشات يجب أن يكون للبنانيين حتى لو لم يدرسوا الإعلام، فهم يُولدون من بطون أمهاتهم أهل إعلام وأدب وفن! وإذا ذهبت إلى دول الخليج والصحافة المكتوبة تجد أن الإدارة وسياسة التحرير حكر على اللبنانيين، أما إخواننا من أهل مصر فهم «فواعلية» ينفذون فقط ما يراه اللبنانيون، وعن القلوب العامرة بالسواد بين أهل مصر وأهل لبنان والإخوة الفلسطينيين والشوام بشكل عام فبسبب هذا الوضع المقلوب حدث ولا حرج.
فى الواقع هناك مدرستان فى الإعلام يعرفهما القاصى والدانى، مدرسة مصرية ومدرسة لبنانية، لكن القومية العربية خرجت من مصر، والإعلام الدولى بكل فنونه خرج أيضاً من مصر، الكل يعترف بذلك إلا الإخوة اللبنانيون الذين يحاربون أهل مصر فى هذه الأماكن التى أشرتُ إليها.
الغريب أن أحداً فى مصر لا يكاد يشعر بهذه الحرب الضروس التى تُشن من جانب واحد وعلينا أن نظل «فواعلية»، وإذا كان لا بد أن يوجد مصريون فمكانهم كتبة فى الصحف الخليجية وخلف الكاميرات، أما الإدارة والرئاسة فهى لأهل المشرق العربى، وعلينا أن نحمد الله فى السر والعلن على المكانة الوضيعة والمرتب المتدنى.