قليل البخت يلاقى الحادثة فى الإجازة قصة مسعف فى «قطار 968»
محمد عبدالجواد
كان ضمن ركاب القطار، يفكر فى الوجبة التى أُعدت له فى قريته بأسيوط، والنوم الذى سيستغرق فيه ساعات، بعد عمل شاق متواصل، لكن رجة عنيفة للقطار الذى خرج من القاهرة إلى قنا، قطعت تفكيره، فى قرية المرازيق بالبدرشين، حين سقطت بعض عربات القطار، لتتحول إجازة الشاب إلى يوم عمل شاق، فهو فى نهاية المطاف مسعف، ولا يملك سوى المساعدة.
كان محمد عبدالجواد، عائداً من عمله من معهد القلب، حيث يعمل مسعفاً، متجهاً إلى أسيوط، لقضاء أيام إجازته، لكنه حين وقع الحادث، لم يجد أمامه سوى تقديم المساعدة، وإذا كان الركاب جميعهم سارعوا إلى تقديم يد العون، فإن الشاب وجد نفسه أجدر بتقديم ذلك الدعم من غيره: «الناس فجأة بقت تجرى يمين وشمال، وكل واحد بيحاول يساعد من جهة، وطبعاً كان فيه غلطات بتحصل بس بحسن نية» يحكى محمد ذو الـ24 عاماً، والذى أمسك هاتفه واتصل على الإسعاف، وفى بدء المكالمة أخبرهم أنه زميل عمل، ثم شرح لهم تفاصيل الواقعة ومحل الحادث، ونصحهم بتحريك أكبر قدر من العربات: «طبعاً لما عرفوا إنى زميل لهم خدوا الكلام بجدية، لأن أحياناً بتحصل مبالغات من الناس، واتحركوا وجم المكان».
«محمد»: «ساعدت الإسعاف فى نقل المصابين وإخراجهم»
فى اللحظات التى سبقت قدوم عربات الإسعاف، كان الشاب يحاول إخراج المصابين من العربات، ويجلسهم على الأرض فى أوضاع سليمة، ويرتبهم من حيث أولوية التحرك السريع إلى المستشفيات: «لازم فى أى حادث يكون فى ترتيب للإصابات، إيه خطير وإيه أقل خطورة، وبناء عليه الإسعاف بيشيل الأكثر خطورة ثم الأقل وهكذا لإنقاذ أكبر قدر ممكن». لكن العربات حين وصلت كان هناك تدافع، والمواطنون يجبرون العربات على رفع أى مصابين: «لأن الناس مش فاهمة ده ليه، وفاكرين إن بيبقى فيه تمييز بين ناس وناس وده مش حقيقى». ظل الشاب فى موقع الحادث لساعات، يساعد زملاءه، إما بنقل المصابين إلى العربات، أو بإخراجهم من المكان بأقل قدر من الخسائر: «أنا كمسعف عارف ودارس همسك المصاب إزاى وأحركه بأى شكل، عشان مايحصلش مضاعفات لو عنده كسر أو نزيف مثلاً».