في مطلع القرن الماضي، عندما كان الطيران لا يزال في مهده، قدم ألماني براءة اختراع جديد، كاميرا مصغرة تحملها حمامة، حتى يتمكن الطائر من إلتقاط الصور من الهواء.
كان "جوليوس نوبرونر"، صيدلي، وظف مجموعة من الحمام في نقل الأدوية إلى مصحة تقع بالقرب من مسقط رأسه كرونبرج بالقرب من فرانكفورت، الصيدليّة كانت مهنة العائلة جوليوس، كان والده صاحب صيدلية، وجده أيضًا، في هذا الوقت، انتشر استخدام الحمام الزاجل على نطاق واسع لحمل الرسائل والإمدادات الصغيرة، وكانت فكرة والد "جوليوس" هي استخدام الحمام للحصول على وصفات طبية من المصحة وإرسال الإمدادات الطبية بسرعة، استمرت لأكثر من نصف قرن حتى أغلقت المصحة.
في أحد الأيام، ترك "نيوبرونر" حمامة في مهمة عاجلة لكنها لم تعد، عندما مرت عدة أيام ولم يكن هناك أي علامة على الطائر، افترض "نيوبروننير" أن الحمامة ضاعت، أو تم افتراسها، بعد مرور شهر، ظهرت الحمامة، بشكل خارج توقعه، ويبدو عليها التغذية الجيدة، ما شغل رأس "نيوبرونر": "أين ذهبت؟ من الذي أطعمها؟، ثم قرر أنه سيبدأ بتتبع رحلات الحمام في المستقبل.
كونه مصورًا شغوفًا، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا بالنسبة له تصميم كاميرا خشبية صغيرة تم تركيبها على رقبة الحمام، حيث تعمل الكاميرا بنظام هوائي يفتح الـ"Shutter"، في فترات محددة سلفا، ويلف الفيلم ما يصل إلى ثلاثين مرة في رحلة واحدة، ولم يزن الجهاز بأكمله أكثر من 75 جرامًا، وهو أقصى حمولة تم تدريب الحمّام عليها.
عرض "جوليوس"، صوره في العديد من المعارض الفوتوغرافية الدولية، وحصل على الجوائز، منها معرض في مدينة دريسدن الألمانية، شاهد المتفرجون الحمامة المجهزة بالكاميرا التي وصلت إلى المكان، جرى تطوير الصور، وتحويلها إلى بطاقات بريدية يمكن شراؤها.
وسرعان ما تكيفت هذه التكنولوجيا لاستخدامها خلال الحرب العالمية الأولى، على الرغم من توافر طائرات المراقبة في ذلك الوقت، جذب الحمام اهتمامًا أقل، مما يمكنه تصوير مواقع العدو من ارتفاع أقل، وكان غير واضح بشكل واضح للانفجارات في ساحة المعركة.
تعليقات الفيسبوك