أحمد إسلام يكتب: خيرها علينا
أحمد إسلام
لم أعرف بلداً غيرها، بها ولدت ونشأت وترعرعت وعرفت معنى الولاء والانتماء، فعندما رفض أبى العيش بصعيد مصر، وقرر الانقلاب على العادات والتقاليد الصعبة بعض الشىء فى الصعيد، فكان قراره الانتقال والعيش بتلك المحافظة التاريخية، ومن حينها فقد كتب لى الخير عندما ولدت بتلك المحافظة الجامعة بين العادات والتقاليد الريفية، وبين العراقة والأصالة الصعيدية، هنا الفلاح يسكن بجواره صعيدى، هنا الزراعة، وما تجلبه من خيرات، وكذلك الصناعة، وما تمثله من أمل فى غد مشرق، هنا التاريخ المتمثل فى حضارة الفرعون وكذلك الحاضر المتمثل فى أبناء تلك المحافظة..
أتذكر عندما كنت صغيراً وألعب الكرة فى الشارع وسط سعادة من الأهالى بنا ونحن نكبر يوماً بعد يوم، كما أن التزويغ من المدرسة من الأشياء التى لا يمكن أن تمحى من ذاكرتى، حيث إن المدرسة كانت تبعد عن بيتى كثيراً، فكان التزويغ بالنسبة لى بمثابة الخلاص حتى أستطيع العودة مبكراً إلى منزلى، أشياء كثيرة جمعتنى وعلقت قلبى بتلك المحافظة، ولا يجب أن أنسى الصداقة حيث لها رونقها الخاص لما عرف عن محافظة الجيزة من وفاء بين الأصدقاء، فعندما تكون هناك مناسبة خاصة، أفراح أم أحزان، يتجمع هؤلاء، ويشدون على سواعد بعضهم، محاولين مشاركة الأفراح والأحزان وكذلك الجيران، التى تختلف عن محافظة القاهرة، حيث إن الأخيرة بها تفرد، بمعنى أن كل فرد فى حاله لا يشارك غيره فى أى شىء يتعلق به، على العكس تماماً فى محافظة الجيزة، التى لها طابعها الخاص بها، كما أن موقعها الجغرافى جعل منها مقصداً للسائحين من مختلف الجنسيات، وكذلك النازحون من قراهم محاولين تغيير نمط حياتهم، ومن أبرز ما يميزها عن غيرها من محافظات مصر الأهرامات، التى تعتبر قبلة كل من يهوى العجائب، وجزيرة الشاى، وما بها من ذكريات، ولا نستطيع نسيان حديقة الحيوانات، التى لها فى قلبى وذاكرتى حكايات وحكايات، فأتذكر زيارتى لها وأن طفل ما زلت صغيراً وخوفى عند اقتراب الفيل، وهلعى عند رؤية الأسد.
خلاصة القول إن محافظة الجيزة جامعة لكل شىء، لذلك فهى محفوظة بعناية من الله.