وأوجعتك جملة قرأتيها مما كتبتُ إليك! فماذا لو قرأتِ ما أكتب كل يوم، على جدران الحوائط، على جذوع الأشجار، على مقاعد انتظار الأتوبيس، وعلى وجه الأوراق التي لا أتذكر أين أتركها.
كلماتي توجع كل من قرأها، حتى أنهم لتعاطفهم معي أصبحوا يدعون عليك، فأنهرهم، ولا أدعو لشخص أكثر من نفسي غيرك.
كفي عن ذبحي كل يوم، كفي عن إيقاظي من النوم لأتقلب قي الفراش أفكر في عينيك، وأنتظر يدك لتحط على كتفي، ويطول الانتظار ولا تأتي.
قد حرمتيني النظر إلى عينيك في زحام الحياة فأهرب إلى النوم علّني أراكِ، وأجد الهجر حتى في منامي، أخبريني، كيف يطيب لي العيش بعدك وقد رسمت كل خططي وأحلامي معك، كيف أستوعب بهذه السهولة عدم وجودك قربي.
أوتعلمي، أريد أن أهرب إلى مكان بعيد، بعيد جدًا، لكن ترى هل أجد راحتي؟ يمكن للإنسان أن يهرب من كل جيوش العالم، ويختبئ في أقصى الصحاري، أو في قلب الأدغال، لكن لا يستطيع الفرار مما بداخله.
لن أحكي عنك لأحد، فإنهم لن يقدروا ما أشعر به نحوك، ولن يستوعبوا مكانتك بقلبي، لأن عشقي لك فوق إدراك البشر، وخارق لقوانين الهوى، لم لا وقد قلبتُ نظام الطبيعة، فاستغنيت عن الأكسجين، وصرت أتنفس حروف اسمك.
حتى أنتِ لم تستوعبي كم عشقتك، لم تستوعبي حجم الحماقة التي ارتكبتِها بهجرك لي وابتعادك عني، أوهموك بأني أمثل عليك الحب، وبأن طريقتي مبالغًا فيها، وأنت صدقتهم، وأنا أعذرك لأن مشاعري نادرة في زمنك، حتى أنا لم أتخيل أني سأعشق امرأة إلى هذا الحد، لم أتخيل أن تخطف إحداهن راحتي وتسرق قلبي، فلا يدق إلا باسمها، ولا ترى عيني غيرها بين النساء، -على كثرتهن-.
عندما أنتهي مما أكتب، فإن كلماتي لن توجعك وحدك، بل ستوجع كل من قرأها، سيرى الناس كم أحببتك وكم هجرتني، وكيف عانيتُ وكيف كانت لامبالاتك، لن توجعك الكلمات يا عزيزتي، لكنها ستبكيك حتما، وهو ما يجعلني أتردد في نشرها، ومن يدري، لعلي لا أعيش حتى أنشرها، عندها ستقرأينها وحدك، فأنا مستعد لمغادرة الأرض.. وأوصيت صديقًا بإيصال رسائلي إليك.