هل تعتبر جريمة «أطفال المريوطية» استثنائية، أى نتاج سياق سياسى واجتماعى واقتصادى محدد، أم أنها جريمة عادية كغيرها من الجرائم التى حدثت وتحدث منذ خلق الله قابيل وهابيل؟. أنا شخصياً أرى فيها جانباً استثنائياً يثير القرف والقلق فى آن واحد. رجل فى الخامسة والستين يدعى «حسان»، تخلى عن نخوته وقبل أن يكون أباً «على الورق» لثلاثة أطفال أنجبتهم امرأة تدعى «أمانى» من ثلاثة رجال آخرين عاشرتهم فى الحرام. ولولا أن لقى الأطفال حتفهم اختناقاً وحرقاً لكبروا وعاشوا بذنب هذا العنتيل الطاعن فى السن، وتلك «العنتيلة» الباحثة عن لذاتها دون أن يتحرك فى أحشائها أى وازع من الأمومة. لا «حسان» يحتاج إلى أبناء ولا «أمانى» فقيرة، لكنهما يستحقان الإعدام.