مأساة اللاجئين تفرض نفسها بقوة على العالم طوال الشهور الثلاثة الماضية، على خلفية تصاعد حالات الغضب من وجودهم فى دول أوروبا، ما أحدث مؤخراً أزمة دبلوماسية وإعلامية مستمرة بين إيطاليا وفرنسا وحاولت إسبانيا احتواءها.. كما أصبحت السيدتان أنجيلا ميركل، قائدة ألمانيا، وتريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، محاصرتين بأسئلة وانتقادات داخلية مستمرة بسبب اللاجئين.
ويسوق أردوغان التركى اللاجئين على حدوده نحو الموت المحقق ويستخدمهم وقود حرب مستمرة فى سوريا والعراق.
وفى أمريكا يضاعف الرئيس ترامب من تصريحاته وقراراته العنيفة ضد المهاجرين، والتى كان آخرها انتقاده اللاذع لقوانين الهجرة فى بلاده أمام الصحفيين فى لندن!
وتشهد الأمم المتحدة حالياً أعمال الاجتماع الخامس للجنة المشتركة المعنية بمستقبل اللاجئين العرب، التى تضم وزراء العدل والداخلية فى الدول العربية مع ممثلى المفوضية الدولية العليا للاجئين والدول الغربية المعنية، لدراسة وإصلاح قوانين التعامل مع المهاجرين فى الدول العربية!
ويبدو أن كل الأطراف تسعى إلى إعادة غالبية اللاجئين إلى الدول التى نزحوا منها، وهو ما سيمثل مشكلات ضخمة يجب أن ينتبه ويستعد لمعالجتها الجميع.
والغريب فى الأمر أن مَن أشعلوا الصراعات فى منطقتنا وأفريقيا وآسيا وتعمدوا خلق ظاهرة الاتجار فى اللاجئين، ليستخدموهم فى تحسين نسب السكان لصالح فئة الشباب فى أوروبا، قد اكتفوا من البيزنس الضخم والأعداد فاقت توقعاتهم.
كما أنهم متهمون الآن بتسهيل انتقال الإرهابيين بعد أن اكتوت كل دول أوروبا وأمريكا، بل كل الدول الكبرى فى كل قارات العالم، بنيران الإرهاب الذى زرعوه فى منطقتنا، وعاد إليهم ليعصف بالاستقرار والأمن فى الدول العظمى كلها..
ويبدو أنه قد حان وقت التخلص من اللاجئين بإعادتهم للمنطقة العربية التى تتميز بتنفيذ معظم حكامها للطلبات الغربية مرحبين مُنفقين بسخاء لإرضاء الكبار فى العالم.
ومن خلال متابعتى لملف اللاجئين فى العالم، أؤكد أن تفاقم أعداد اللاجئين جاء نتيجة مباشرة للنزاعات المسلحة، وسوء أنظمة الحكم السياسية والاقتصادية، والحاجة لدى دول المهجر للعمالة، وتجديد شباب السكان، والاتجار فى البشر.
ولو أراد قادة العالم وضع علاج صحيح للتعامل مع الإنسان المهاجر، فعليهم معالجة أسباب الهجرة برمّتها، وليس فقط بوضع قوانين واتفاقيات لا تنفذ وتزيد المآسى ويدفع الملايين الدم كمداً على الهجرة، ارحموا الإنسان يرحمكم الله.. والله غالب.