«أيسل» طفلة لجأت للصحة فكان الرد: «ادعى وقولى يا رب»
«أيسل» تنتظر تدخل الوزيرة
ضمور عضلى شوكى قضى على أسرة كاملة لم تكد تفرح بخطوات ابنتهم المتأرجحة، حتى تراخى جسدها سريعاً داخل غرفتها العامرة بالعرائس، محرومة من اللعب والتحرّك كبقية أقرانها، معتمدة على والدتها فى حملها ونقلها من مكان إلى آخر.
معاناة عايشتها سالى سمير، مع طفلتها الوحيدة أيسل ياسر، صاحبة الـ5 أعوام، التى انتابتها الصدمة بمجرد علمها بإصابة أول من أيقظت أمومتها بضمور عضلى شوكى، قبل أن تتخطى عامها الثانى من عمرها، وأن حياتها متوقفة على علاج يصل تكلفته إلى 15 مليون جنيه، «بدأت ألاحظ حالة أيسل وهى عندها سنة و3 شهور، ماكانتش قادرة تقف على رجليها ولا تمشى زى بقية الأطفال، كل ما تقف تقع وماتقدرش تقوم ولا تتحكم فى نفسها، لحد ما عملنا الفحوصات وعرفنا مرضها».
حزن شديد وحسرة كبيرة بقلب «سالى»، التى تراقب تدهور حالة طفلتها أمام عينيها، يوماً بعد آخر، تتذكر كل الأحلام الوردية بشأن «الأفضل» الذى هيأت نفسها لتوفيره من أجل ابنتها، لكن الواقع يسحقها أمام حالة ابنتها التى وصلت إلى مرحلة انحنى معها عمودها الفقرى، وأصبحت غير مسيطرة على عضلات رقبتها أو بقية جسدها، أقرب للماريونيت.
الأم: تواصلت مع رجال أعمال محدش رد عليا والمفروض أسيب بنتى تموت
هكذا بدأت الأم فى التحرّك كالمحمومة «علاجها صعب بس موجود، وبينتشر، من غيره بنتى هتتبهدل كل يوم عن اللى قبله لحد ما تموت»، تواصل مستمر مع وزارة الصحة، ورجال أعمال اشتهروا بالتبرع للحالات الصعبة «محدش بل ريقى، فى وزارة الصحة قالوا لى العلاج معدى الحد الأقصى لميزانية العلاج على نفقة الدولة، ماخلتش حتى وزيرة الصحة نفسها جبتها من على الواتس آب، ادت رقمى لمدير مكتبها وكلمنى وعرفنى أن التكلفة كبيرة، ومش فى مقدرة الوزارة، وختم كلامه معايا وقالى ادعى وقولى يا رب»، هكذا أغلقت الدولة بابها الأخير بوجه «سالى» وعشرات مثلها ممن يراقبون أطفالهم يموتون ببطء يوماً بعد يوم.