إتمام طقوس رهبنة 4 طلاب بدير العذراء في وادي النطرون
رهبان جدد بالكنيسة ينتظر أن يصلي عليهم الصلاة الجنائزية
تمم الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء والأنبا بيشوي بوادي النطرون، طقس رهبنة أربعة من طالبي الرهبنة بالدير، هم الراهب: "تداوس الأنبا بيشوي، والراهب نوفير الأنبا بيشوي، والراهب أبوللو الأنبا بيشوي، والراهب أبراهام الأنبا بيشوي"، كما قبل أربعة من راغبي الترهب بالدير لدخول فترة اختبار طلاب الرهبنة فيه.
تعد الرهبنة القبطية فكرة خالصة للكنيسة المصرية، والتي عرفها العالم عنها، وظهرت منذ القرن الثالث الميلادي، وتقوم الرهبنة على فلسفة "الموت عن العالم" ولذا تم تسميتها بـ"رهبنة الكفن"، حيث إنه بعد رغبة الإنسان المتقدم باختياره ومحض إرادته للدير وبعد اختباره وإرشاده لسنوات يٌقبل في شركة الدير الذى يصلى علية صلاة جنائزية بعد أن يغطى بستر يعتبر بمثابة "كفن" ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية التي تشمل الانعزال عن العالم والفقر الاختياري وحياة الطاعة والتبتل الطوعي، وقد أولى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اهتماما كبيرا بالرهبنة القبطية فور وصوله للكرسي البابوي في 2013، حيث عقد مؤتمر عن "الأديرة والرهبنة.. الواقع والآمال" في 2013، انتهي إلى وضع قانون كنسي للرهبان تم إقراره من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 2013.
وطبقا للقانون الكنسي، يخضع اختيار الرهبان الجدد للكنيسة لثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: قيام طالب الرهبنة بالتردد على الدير لمدة لا تقل عن عام للتعرف على الحياة الرهبانية بشرط أن يكون مسيحي أرثوذكسي، وله أب اعتراف، ومنتظم في ممارسة الأسرار الكنسية بشهادة رسمية من أب اعترافه، ومحب للطقوس والتسبحة والألحان، وله دراية بعقائد الكنيسة وتاريخها، ولا يزيد سن المتردد عن 30 سنة ولا يقل عن 23 سنه، ولا يقل مؤهله عن التعليم الجامعي أو إتمام دراسة الإكليريكية، ولكن يسمح بالاستثناءات لشرطي السن والمؤهل بعد موافقة رئيس الدير.
المرحلة الثانية: بعد التردد على الدير يتم إلحاق الراغب في الرهبنة كطالب رهبنة بالدير ويرتدي اللون الأزرق ويفتح له في تلك المرحلة ملف يحتوي على نموذج طلب الرهبنة، وتزكية واضحة حديثة من أب الاعتراف، وتشمل الحالة الاجتماعية من جهة الخطبة أو الزواج، والأوراق الرسمية (صورة بطاقة رقم قومي وشهادة ميلاد وشهادة تخرج، وإجازة من العمل أو خلو طرف، وصحيفة الحالة الجنائية، والموقف من الخدمة العسكرية، والتقرير الطبي من الجهة المتعاقد معها الدير للتأكد من الخلو من الأمراض المزمنة والمعدية التي تعوقه عن الحياة الرهبانية، وتقرير الحالة النفسية من الطبيب النفسي المتعاقد معه الدير، وتقرير متابعته كل 3 شهور والمقدم من مشرفين الدير وتحت إشراف مشرف الدير لشئون طالبي الرهبنة والذى يراعى فيه أن يتم تغيير العمل المسند لطالب الرهبنة كل 3 شهور حسب ظروف كل دير والمرور على جميع أنشطة الدير وخدماته مع جميع مشرفين الدير، وتوصيفه الوظيفي أن كان يقوم بمسئولية خاصة بالدير، ومتابعة حالته الصحية، و أية عقوبات أو تأديبات أو وجدت"، وتلك المرحلة تستمر لمدة عام.
المرحلة الثالثة: تعد تلك هي مرحلة ما قبل الرهبنة ويرتدي خلالها طالب الرهبنة زي باللون الأبيض أو البيج، وهى المرحلة التي يقوم خلالها رئيس الدير مع أمين الدير ومشرف الدير لشئون طلاب الرهبنة بالاشتراك مع أب الاعتراف بتقييم عام لطالب الرهبنة من خلال تقارير المتابعة الربع سنوية المقدمة من جميع المشرفين بحد اقصى 3 سنوات من تاريخ التحاقه بالدير والا تقل عن سنتين بالنظر في قرار سيامته كراهب.
ويشير القانون الكنسي، إلى أنه يمكن في أي مرحلة من المراحل الثلاث رفض قبول طالب الرهبنة، وفي تلك الحالة يتم أخطار بقية الأديرة من خلال لجنة شؤون الأديرة وسكرتارية المجمع المقدس بأسماء من تم عدم قبولهم والأسباب، ولا يجوز لاحد من الأساقفة أو الكهنة سيامة راهب أو راهبة إلا على دير معترف به من الكنيسة، كما لا يتم ذلك إلا بواسطة أو بإذن من رئيس الدير أو أسقفه أو البابا، وتكون الرسامة في الدير المنسوب إليه أو مقر البطريرك وبيده، كما يفضل عدم قبول طالب رهبنة سبق له الخطوبة.
أما طالب الرهبنة الذي يقبل سيامته راهبا فأن مراسم سيامته تشمل التوقيع كتابتا على وثيقة مبادئ رهبانية يتعهد فيها الطالب بالعيش راهبا دون طلب أي درجة كهنوتية، وأن لا تكون له ملكية شخصية، وأن يخضع استخدامه للتقنيات الحديثة بإذن من رئيس الدير ولهدف محدد ومتابعة ذلك مع أب الاعتراف، عدم التحزب داخل الدير لأحد، تقبل قرارات الدير دون اعتراض أو أثارة مشاكل.
وأثناء قداس رهبنته يتلى الراهب قسم أو تعهد بـ"الثبات على الإيمان الأرثوذكسي، واحترام قوانين الكنيسة، وأن يبتعد عن محبة المال، والا يدخل في معاملات مالية مع أحد حتى أسرته، وأن يعيش في حياة العفة والطاعة، والا يكون محبا للترف أو النزول إلى المدن والريف".