لا أعترف بثورات مصرية إلا اثنتين: 23 يوليو و30 يونيو. الأولى قدمت للعالم جمال عبدالناصر، والثانية قدمت عبدالفتاح السيسى، وكلاهما آتٍ من ثكنة عسكرية، حيث «الوطن» فى أعلى سلم القيم، ودونه الموت. لست بصدد مقارنة، لكننى لا أفهم كيف يدّعى المرء أنه «ناصرى» ويعادى نظام السيسى، بل ويتحالف مع خصومه (عصابة الإخوان). ولا أفهم كيف يحب نظام السيسى ويدافع عنه، وهو يرى أن عبدالناصر «خرب مصر وقعد على تلها»!. لا أحد يستطيع الحكم على «30 يونيو» لأننا ما زلنا فى كنفها، أما «23 يوليو» فقد تعرضت منذ وفاة عبدالناصر لعملية تشويه وتجريف منظمة ورهيبة، ومع ذلك لم تمت، وما زلنا نحتفى بها كأنها حدثت بالأمس. لماذا؟. لأنها ثورة ضباط، لا مدنيين، يطلون على بؤس الغلابة من وراء زجاج غرفهم المكيفة.