أحد مقاهى المناطق الراقية على طراز «القهوة البلدى»
«الكافيه» متنفس للشباب، يزحفون له للتجمع والتمتع بخدمات الـ«واى فاى» والألعاب المسلية وتناول الأكلات والمشروبات، الفسحة التى لم تدُم للعديد من الشباب مع ارتفاع الأسعار وزيادة الضريبة على الطلبات ووصولها إلى نسبة 12% و14%، وهو ما جعلهم يفضّلون الجلوس فى المقاهى الشعبية الموجودة بالمناطق الراقية، حتى لا يشعروا بفارق كبير بين الخدمة التى كانوا يحصلون عليها فى الكافيهات.
«الكل دلوقتى بقى يدوّر على مكان يقدر يخرج فيه وفى نفس الوقت شيك وما يكونش غالى زى كافيهات اليومين دول، وده اللى حاولنا نقدمه للناس، مكان شيك وهادى يشبه الكافيهات، لكنه قهوة شرب وقعدات خارجية بدون أكل»، كلمات مصطفى عبدالعليم، مسئول مقهى بشارع النخيل فى الدقى، فارتفاع الأسعار فى الكافيهات، وبحث الشباب عن أماكن بأسعار أقل، دفعه إلى الاهتمام باستقطاب هذه الشريحة التى هربت من نار الأسعار: «الكراسى خشب زى القهاوى بس ملونة، مفيش تكييف لأن القاعدة كلها بتبقى بره، بس القهوة بيكون شكلها مناسب للمنطقة اللى إحنا فيها، يعنى بتكون الخدمة كويسة والتعامل كويس، بنحاول نوازن بين جو الكافيهات واحترام المنطقة اللى إحنا فاتحين فيها».
تجمع المقاهى الشعبية الموجودة فى المناطق الراقية بين ميزتين: الهدوء والنظافة المفتقدتين فى المناطق الشعبية، والأسعار المنخفضة: «الحاجة اللى بـ40 عندنا بـ20 ويمكن أقل كمان، لأننا بنراعى إن اللى جاى يقعد بيبقى عارف إنه جاى قهوة مش كافيه فمحدد ميزانيته».
لطفى محمود، مسئول مقهى بلدى بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، أكد أنه ينافس الكافيهات الموجودة فى المنطقة وما أكثرها: «عشان ننافس لازم نقدم أسعار أقل، والمكان يكون شكله مناسب، وده اللى بيخلى شباب كتير بنات وولاد تيجى لنا»، وتتراوح الأسعار ما بين 10 و30 جنيهاً: «الأول كنا بنقدم مشروبات بس، ومعتمدين على إن شكل القهوة حلو وأسعارها أقل من الكافيهات، واحدة واحدة دخلنا بعض أصناف من الحلويات البسيطة»، يعتبر «لطفى» أن مشروع القهوة البلدى بمنطقة راقية، مشروع مختلف ومميز ورابح، خصوصاً فى ظل بحث الشباب عن أسعار أقل.
«بقعد على القهوة ملِك، والعامل بيراعينى كل شوية، لكن الكافيه أسعاره غالية على الفاضى، ده غير إن الحاجة تتحط على الترابيزة وما نشوفش أى حد تانى غير ساعة الحساب، القهوة فيها حرية أكتر كمان، لأن أغلبها فى الشارع»، هذا ما قاله محمد إسماعيل، أحد رواد المقاهى الشعبية، فهو مؤخراً أصبح يفضّل الجلوس فى المقاهى على الكافيهات، نظراً لانخفاض أسعارها: «على القهوة بقى مفيش ضريبة ولا خدمة، اللى شربته بحاسب عليه حتى لو 5 جنيه بياخدها مفيش حاجة زيادة عليها، وكمان القهاوى شكلها دلوقتى بقى مختلف، مش مجرد كرسيين خشب وترابيزة صغيرة، حتى العائلات ممكن يقعدوا عليها».
تعليقات الفيسبوك