المعارضة من الخارج «مدفوعة الأجر».. مع التنظيم وضد الدولة
صورة تعبيرية
عقب ثورة 30 يونيو هرب الكثير من قيادات وإعلاميى الإخوان إلى الخارج، ليبدأوا من خارج الديار، تحديداً من الأراضى التركية، حرباً إعلامية وسياسية بهدف تشويه الدولة المصرية والتحريض على العنف فى الداخل ومحاولة إثارة الفتن، وعلى مدار خمس سنوات ماضية منذ الإطاحة بـ«حكم المرشد» خرجت العديد من الفضائيات الإخوانية للنور لتطلق سهامها إلى مصر عبر وجوه بعضها من داخل التنظيم وبعضها الآخر قرر التحالف مع التنظيم، فى مقابل الحصول على دعم مالى وإعلامى وسياسى غير محدود. وتعد قناة «مكملين» الإخوانية أبرز منصات الإخوان الإعلامية فى الخارج، ويظهر عليها عدد من أبرز إعلاميى التنظيم، وهم: محمد ناصر، محمد زوبع، عصام تليمة، فيما يظهر الإعلامى معتز مطر والفنان هشام عبدالحميد على قناة «الشرق» التى رأس مجلس إدارتها باسم خفاجى، القيادى الإخوانى، وأعقبه أيمن نور، الهارب إلى الخارج بعد تحالفه مع الإخوان، إضافة إلى قنوات إخوانية أخرى خرجت إلى النور ثم توقفت عن البث مثل «رابعة»، و«مصر الآن» المملوكتين للتنظيم. وقال الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، لـ«الوطن»، إن وسائل الإعلام أصبحت فى العديد من الدول جزءاً من أدوات سياسية يتم استخدامها لتحقيق مصالح وأغراض بعيداً عن الرسالة الإعلامية، وهو الأمر الذى اعتمد عليه الإخوان بالتعاون مع دول على خلاف مع مصر بهدف التحريض الداخلى والخارجى، ولإعطاء صورة كاذبة للرأى العام الدولى، مشيراً إلى أن الآلة الإعلامية للإخوان كانت سلاح التنظيم الأول فى محاولة تشويه ثورة 30 يونيو، إلا أن هذه الآلة فقدت زخمها وتأثيرها إلى حد كبير، بعد أن تأكد للجميع أن الإخوان تنظيم إرهابى، ومتورطون فى عمليات قتل وتحريض صريح ضد الدولة المصرية، مضيفاً أن الخلافات التى ظهرت بين صفوف إعلاميى الإخوان وقيادات التنظيم فى الخارج والاتهامات المتبادلة بينهم خلال الفترة الماضية كانت أكبر دليل أنهم ليسوا أصحاب قضية، ولكنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية الخاصة، وتتم إدارتهم بواسطة «ريموت كنترول» من جهات أكبر منهم، تستخدمهم مقابل المال، فى مقابل محاولة ضرب الدولة المصرية والطريق الذى اختاره المصريون بعد ثورة 30 يونيو حتى الآن.
«أمين»: يبحثون عن مصالحهم الشخصية وتتم إدارتهم بـ«ريموت كنترول».. و«فوزى»: اختاروا أسوأ نهاية لطريقهم
وأضاف «أمين» أن ظاهرة التضليل الإعلامى أصبحت منتشرة بصورة واسعة، وتقف وراءها أغراض سياسية وموارد مالية ولوجيستية، مؤكداً الحاجة إلى رسالة إعلامية مضادة تعمل بكفاءة ومهارة وبأدوات حديثة كى تتمكن من الرد على هذه الأكاذيب وتوضيح الحقائق إلى الرأى العام الإقليمى والدولى وليس الداخلى فقط. وقال الإعلامى مفيد فوزى إن الأداة الإعلامية للإخوان فقدت زخمها بعد خمس سنوات من محاولات التشويه والإساءة والتحريض ضد الدولة، مشدداً فى الوقت نفسه على مواجهة الأصوات الإعلامية والسياسية التى تهاجم مصر من الخارج بصورة منظمة، من خلال ما وصفه بـ«الإعلام الوطنى» الذى يجب أن يمتلك الأدوات الإعلامية والسياسية التى تؤهله لذلك، وتابع: «لا يمكن أن نكتفى بالتحدث إلى أنفسنا فقط، ولكن نتحدث للخارج أيضاً بصوت مسموع ورسالة واضحة»، واعتبر «فوزى» أن كل هذه الوجوه التى خرجت على قنوات الإخوان فى الخارج أصحاب مصالح ويتم تمويلهم ودعمهم وشراء ذمهم وضمائرهم بالمال، سواء ممن هم داخل التنظيم أو من الذين قرروا التحالف مع التنظيم ضد دولتهم، قائلاً: «هم اختاروا أسوأ نهاية لهم والتاريخ لن يغفر لهم ولا يمكن السماح بعودتهم أو الحديث عن المصالحة معهم بعد أن حاولوا تشويه قواتنا المسلحة والتحريض على جنودنا البواسل والاستجداء بالقوى الأجنبية ضد مصر».
«حرب»: الإخوان استخدموا إعلاميين وفنانين «واجهة مدنية» للهجوم على «30 يونيو»
واعتمد تنظيم الإخوان على الإغراء المالى فى محاولاته لجذب أكبر عدد ممكن من الشخصيات العامة أو الإعلاميين للانضمام إلى صفوفه فى الخارج، والظهور على القنوات التى يمتلكها التنظيم، وهو ما أوضحه رامى جان، أحد الشباب الذين تحالفوا مع الإخوان قبل أن ينشق عنهم، وقال «جان» إن الإخوان كانوا يقدمون إغراءات كبيرة لبعض الإعلاميين من أجل السفر إلى تركيا، والعمل معهم فى قنواتهم، مضيفاً: «كانوا بيحاولوا يجذبوا كل واحد بالطريقة اللى تنفع معاه، والمقابل المادى الكبير كان أهم أدوات الجذب والتحفيز»، وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، أستاذ العلوم السياسية، إن الإخوان استخدموا عدداً من الإعلاميين والفنانين والشخصيات العامة كواجهة مدنية فى الدفاع عن التنظيم والهجوم على ثورة 30 يونيو ومؤسسات الدولة الوطنية، مضيفاً أن بعض هذه الوجوه كانت تبحث عن المقابل المادى، وبعضها الآخر كانت تخفى وراء مدنيتها أفكاراً ومواقف متطرفة، لذلك كانت لحظة «ما بعد 30 يونيو» كاشفة جداً، وجعلت الجميع يخرجون من مخابئهم ليظهروا على حقيقتهم.