لاحظت خلال جلسات المؤتمر السادس للشباب أن وجه الرئيس السيسى مرهق ومكفهر ومهموم، وهذا يعنى أنه لم يعد مستمتعاً بالحكم كسابقيه. مبارك ظل يصبغ شعره حتى آخر يوم فى الحكم. وارتدى مرة بدلة مقلمة بحروف اسمه. والسادات ذهبوا إليه بأوراق وملفات فى الأيام الأولى لحكمه، فقال لهم: خذوها بعيداً عنى.. فقد قتلت عبدالناصر!. ليس فى الحكم لذة، خصوصاً إذا كان الحاكم عادلاً ومخلصاً ونزيهاً. وإجراءات تأمين الرئيس فى نظرى عملية قمع بشعة، من القميص الواقى حتى إخلاء الشوارع من المارة. ثم إن الرئيس (فى مصر بالذات) لا يعجب أحداً، لأنه يحكم مائة مليون «خبير» فى كل شىء، وقراراته تعجب شرائح من المجتمع ولا تعجب أخرى، والرئيس الذى يبنى ويحارب ويعلم ويعالج ويفكر فى كل شاردة وواردة لا يتحمل سفسطة، لأن بقاءه فى الحكم مقيد، فاتركوا الرئيس يحكم وحاسبوه على مجمل أعماله.