رئيس «العلاقات الخارجية» بالبرلمان: مراكز بحثية ممولة تحتمى بـ«دول عظمى» تسعى لتشويه مصر
طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب
أكد طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن البرلمان قام بتحركات عديدة فى كل برلمانات العالم بهدف إعادة الصورة الحقيقية لمصر، وقال إن هناك «كراهية تركية»، موجهة لمصر تأتى فى إطار الصراع على السيادة فى المنطقة، ولكن مصر ستظل الدولة المركزية فى المنطقة سواء وافق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أو رفض، وأضاف «رضوان» فى حواره لـ«الوطن»، أن دول الاتحاد الأوروبى عرضت على مصر مبالغ مالية ضخمة مقابل إنشاء معسكرات إيواء للاجئين، محذراً من أن الهجرة غير الشرعية، إحدى سبل زراعة الإرهاب والإرهابيين.. إلى نص الحوار.
ما أبرز تحركات لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لمواجهة محاولات تشويه صورة مصر بالخارج؟
- طبيعة عمل لجنة العلاقات الخارجية يختلف عن اللجان الأخرى، حيث تعتمد خطة عمل اللجنة على رد الفعل أكثر من أن تكون فعلاً، وعلى سبيل المثال قبل 8 سنوات كانت مصر بدون برلمان، وكان هناك فراغ كبير فى الخارج، حيث تركت الساحة للآخرين وكان لا بد من ملء الفراغ ونقل الصورة الصحيحة عن مصر والتصدى لمحاولات تشويه صورتها، من هنا جاءت تحركات لجنة العلاقات الخارجية والبرلمان مركزة، ما أدى لتغيير ملامح الصورة حالياً.
طارق رضوان: لا حديث عن حقوق الإنسان فى قضايا الأمن القومى
ما أبرز محاولات التشويه التى واجهتكم خلال تحركاتكم؟
- دائماً كان هناك حديث عن اضطهاد الأقباط ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، وواجهنا هذا الأمر فى الكونجرس والبرلمان الأوروبى، وما يرد إلينا لا يتعدى كونه مذكرات أو خطابات ممنهجة من الإخوان أو من جهات تسعى لممارسة ضغوط على مصر، وكذلك دوائر صنع القرار فى الغرب، وفوجئنا فى أكتوبر الماضى بجلسة استماع يعقدها الكونجرس الأمريكى لشخصيات ممنهجة أو ذات أهداف محددة، بينهم أحد الأقباط المعادين للنظام والكنيسة المصرية وسرد كلاماً مرسلاً دون أدلة، لولا وجود عدد كبير من النواب والأخوة الأقباط هناك للرد على ادعاءاته والدفاع عن مصر التى لا تفرق بين مسيحى ومسلم، وتحقيقاً لهذا الهدف أصدر البرلمان قانوناً لترميم الكنائس، وقررت الدولة بناء كنيسة كبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة أقيم بها القداس الأخير لعيد الميلاد بحضور رئيس الجمهورية، كما أن البرلمان الحالى يضم 39 نائباً مسيحياً، وهو أكبر عدد لنواب أقباط فى تاريخ البرلمان.
هل هناك تحديات أخرى واجهت أعضاء لجنة العلاقات الخارجية؟
- هناك الكثير من الملفات التى طرحت خلال لقاءاتنا مع البرلمانات والمنظمات التشريعية، أبرزها ملفات، الهجرة غير الشرعية، والإرهاب وتأمين الحدود مع ليبيا ودول الجوار.
القاهرة رفضت أموالاً من الاتحاد الأوروبى مقابل إنشاء معسكرات للاجئين.. ومن يستهدف مجلس النواب يسعى لإسقاط الشرعية
برأيك من وراء حملات التشويه ضد مصر؟ وهل لا تزال مستمرة؟
- هناك بالطبع حملات ممنهجة من تنظيم الإخوان، ودول تخوض حرباً ضد مصر وبرلمانات تعقد جلسات استماع لهؤلاء كما حدث فى البرلمان الأوروبى والكونجرس الأمريكى، والهدف وضع خطة لتشويه مصر، ويتم تمويل مراكز بحثية تتخذ دولاً عظمى كستار، وتعمل من خلالها للهجوم على مصر، ورأينا منظمات مثل «هيومان رايتس ووتش» التى نشرت بيانات تتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان فى سيناء والوضع الأمنى فيها، وعند قراءة التقرير لا تجد أى معلومة ولا مصدر صحيح، مجرد أقوال مرسلة لا دليل عليها.
ولكن كيف يتم التعامل مع دول تمول الإخوان والإرهاب؟
- لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه، وأثناء التحرك البرلمانى فى الأوساط الأوروبية وعلى مستوى الكونجرس والغرب، يكون منشأ القرار هو البرلمان، وهناك حوار مستمر بين البرلمان المصرى وكل البرلمانات فى العالم، والصورة عن مصر تغيرت فى الخارج كثيراً، وكان هناك تحرك قوى على مستوى البرلمان الألمانى، وكذلك البرلمان الأوروبى وأول لقاء تم مع البرلمان الأوروبى فى ديسمبر الماضى، ثم جاءت زيارة رئيس مجلس النواب فى يونيو الماضى وكانت زيارة ناجحة انعكست على رؤية البرلمان الأوروبى وتقاريره التى كانت تصدر ضد مصر، ولم يصدر من البرلمان الأوروبى مؤخراً أى تقرير سلبى عن حقوق الإنسان فى مصر كما كان يحدث قبل زيارة الوفد البرلمانى برئاسة الدكتور على عبدالعال.
وهل حققت زيارة «البوندستاج» الألمانى أهدافها؟
- قبل الزيارة قمت بجهود مكثفة لإعدادها، كرئيس لجنة العلاقات الخارجية، وأعتقد أنها كانت مهمة ناجحة توجت بزيارة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، التقى خلالها برئيس البوندستاج، وكانت زيارة قوية تمت فيها لقاءات مع رؤساء اللجان الذين أشادوا بتطور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية فى مصر، ومن بين من اجتمعنا بهم رئيسة الهيئة البرلمانية لحزب الخضر، التى انتقدت ملفات حقوق الإنسان فى مصر، واقتنعت بعد الحديث معها بأن الأوضاع مختلفة عما عرضته أمامنا، كما تحدثت معنا نائبة رئيس البوندستاج عن ملف أحد النشطاء وتم الرد على كافة الاستفسارات.
شاء «أردوغان» أو أبى سنصبح مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة للغرب.. وحلم هيمنة «الخليفة التركى» على الشرق الأوسط سيفشل
وماذا عن مجلس العموم البريطانى الذى عقد من قبل جلسة استماع لعناصر من تنظيم «الإخوان»؟
- دائماً وأبداً تتخذ المملكة المتحدة من نفسها حامية الحمى فى العالم ويتحدثون عن حقوق الإنسان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى البريطانى يتغير الحديث تماماً، خاصة عند العمليات الإرهابية والدهس فيتعاملون مع الأمر كأمن قومى، وقال رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون جملة شهيرة أصبحت قاعدة للسياسة البريطانية فيما بعد: «لا يوجد حقوق إنسان مع الأمن القومى».
ونحن فى مصر نتعرض لهجمات إرهابية من قبل جماعات هم يعرفونها ونفاجأ أنهم بعد ذلك يؤوون هذه العناصر على أراضيهم، ولذلك نرى أن هناك ازدواجية معايير فى التعامل مع هذا الملف، ونحن أيضاً نؤكد أنه إذا تعلق الأمر بالأمن القومى المصرى فلا مجال لحقوق الإنسان، خاصة عندما يقتلون الأبرياء والمصلين فى المساجد فى حادث إجرامى يوقع 300 شهيد، أو الهجوم على الكنائس والمنشآت العامة أو استهداف شخصيات عسكرية أو شرطية أو قضاة مثل المستشار هشام بركات النائب العام، أو تفجيرات تستهدف الاقتصاد المصرى أو تفجير طائرة لضرب السياحة التى تراجعت من 15 مليوناً إلى 2 مليون، أليس كل هذا تهديداً للأمن القومى؟!
وهل هناك معايير مختلفة لحقوق الإنسان فى الغرب عن تلك التى نعرفها فى الشرق الأوسط؟
- حقوق الإنسان لها معايير مختلفة فى الغرب عن دول الشرق الأوسط، فلا يمكن تطبيق معايير الحق فى الحياة بنفس المعايير فى مصر، فحق الحياة لدينا هو الحق فى الصحة والتعليم والمياه والسكن وطرق صالحة للاستخدام، ولكن فى الغرب تخطوا تلك المعايير وحالياً يتحدثون عن حقوق أخرى من حقوق إنسان.
وكيف ترى الهجوم الدائم على البرلمان؟
- البرلمان المصرى هو المرحلة الأخيرة فى خارطة الطريق فى يونيو 2013، والبرلمان هو آلية التشريع ودائماً ضرب هذه الآلية هو ضرب لشرعية النظام، وإذا تم إسقاط البرلمان سقطت الشرعية، وهناك خطة للهجوم على البرلمان واستهدافه بالشائعات، وللأسف بعض الشباب ينقاد وراء هذه المحاولات، وتارة نرى صوراً لنواب نائمين ولا تكون من البرلمان المصرى إنما فى البرلمان التركى، وشائعات عن تشريعات وقوانين غير موجودة فى البرلمان.
ومن برأيك وراء هذه المحاولات؟
- الإخوان واستخبارات لدول معادية لمصر مثل تركيا، ونحن لا يعنينا تصريحات أردوغان فليصرح بما يحلو له، ولكن عندما يتعلق الأمر بحماية حدودنا وتأمين منابع المياه فهذا أمن قومى، ومصر أبداً لم تكن دولة معادية أو تهاجم ولكن دائماً تدافع عن أمنها القومى وحدودها، وما يزعج الأتراك التقارب المصرى القبرصى واليونانى، وهو ما يمثل أرقاً لتركيا، ولكن شاء «أردوغان» أو أبى ستتحول مصر لدولة استراتيجية ومركز إقليمى لتصدير الغاز إلى أوروبا، أو القارة العجوز، بل مركز إقليمى للطاقة.
ولماذا يستمر هذا العداء التركى؟
- قبرص واليونان لهما تاريخ من العداء مع تركيا، التى ترى أنه لا يستقيم أن ترفع مصر أو تلك الدول رأسها أمام الخليفة التركى، فهو صراع إقليمى على السيادة فى منطقة الشرق الأوسط، وهم يريدون أن يكون بلدهم دولة المقصد، وهذا لن يحدث لأن مصر ستظل الدولة المركزية فى المنطقة.
من الملفات المهمة أمام اللجنة الجاليات وروابط المصريين بالخارج كيف تعاملت معها اللجنة؟
- هناك مشروع قانون تتم صياغته باللجنة لتنظيم وضع الجاليات المصرية، فهناك 10 ملايين مصرى يجب الاستفادة منهم والتواصل معهم وخلق الروابط بنظام الشجرة ليتم تحديد المصرى بالخارج وماذا يعمل والتعامل معه لصالح الوطن وتوفير فرص استثمارية، وعندما يتم إنشاء الروابط يكون هناك انتخابات وتواصل مع القنصليات.
ولكن البعض يؤكد سيطرة الإخوان على الجاليات والروابط فى بعض الدول؟
- من أسقط الإخوان فى 30يونيو و3/7 يستطيع أن يسقطهم فى أى مكان فى العالم وفى أى دولة.
وما رأيك فى برنامج الحكومة الذى تقدمت به للبرلمان خاصة فى مجال العلاقات الخارجية؟
- أكدنا فى توصياتنا قبل الموافقة على برنامج الحكومة أن الجزء الذى يتعلق بالعلاقات الخارجية ضعيف ولا يرتقى أن يكون رؤية تحرك لوزارة الخارجية المصرية.
وهل ترى أن الإرهاب فى مصر وسيناء تم حصاره؟
- مصر دائماً كانت مقصداً للهجرة غير الشرعية بحكم موقعها، والهجرة غير الشرعية أول نواة فى زراعة الإرهاب كما حدث فى ليبيا والسودان أو سوريا، واستهداف الإرهاب لمصر بغرض التمركز أو العبور إلى الشمال وبالتالى الخطر فى الهجرة غير الشرعية قد تكون زراعة إرهابيين أو مسرحاً لعمليات أو تجارة بشر أو تجارة سلاح.
ولكن هناك ملف اللاجئين وليس هجرة غير شرعية وبعض الدول الغربية كانت لها مطالب من مصر؟
- تركيا استخدمت ملف اللاجئين كعصا موسى وحصلت على 6 مليارات يورو لإيواء 200 ألف لاجئ يحظون بكل الخدمات، وقد عرض على رئيس مجلس النواب منح مصر أموالاً مقابل إنشاء معسكرات إيواء للاجئين ولكن الإدارة المصرية بالكامل رفضت كما رفض الدكتور عبدالعال الأمر نفسه، خلال زيارته إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبى.