اللوحات المعدنية للسيارات.. عبارة عن أرقام تجاورها حروف مثل (ف ل). أو (ف ق ص) وغيرها! لا أحد يعرف دلائل هذه الإشارات الغامضة! ربما اعتبرها البعض على طريقة الدجالين والمشعوذين.. حجاب مغربي لجلب الحبيب! مكتوبة على جناح دبور هندي أخرس! بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها اختصارات عادية لا تعني شيئا! على طريقة (س ح م).. يعني سكك حديد مصر! أو(س ص).. يعني سميحة وصلاح حب إلى الأبد! راجع أفلام عبد الحليم حافظ!
**
أما (ع ص ر ع ن).. فهو اختصار الحكمة الخالدة (العين صابتني ورب العرش نجاني)!
انتهي البعض إلى أن شمبليون فك رموز الكتابة المصرية القديمة.. لا لأنه عالم مصريات.. بل لأنه كان رئيس قلم مرور مارسيليا!
**
اقترح أحد العاملين أن تكون الحروف ذات دلالة رياضية بحتة! بأن نضع علامة التربيع على حرف الـ (س).. وعلامة التكعيب على حرف الـ (ش) والخ.. الخ.. وبهذا نختزل الكلمات في حروف.. ذات دلالة رقمية تضعنا إزاء حالة من التكثيف الشعري النادر يضفي جمالا خاصا على اللوحة المعدنية للسيارة!
**
فتحت إدارة المرور ملف المدرسة الرمزية في الفن على البحري! فرضت الرمز كواقع حياة على الشارع.. أصبحت العشرة جنيه (بريزة).. من باب الاختصار! والخمسة جنيه (شلن).. وبهذا انسحبت آثار المدرسة الرمزية من أقلام المرور.. إلى وزارة المالية!
**
سيذكر التاريخ أن بعض موظفي المرور أدخلوا لغة الإشارة.. فرضوها على الجميع.. وتعلمها الناس.. أصبح حك الأبهام بالسبابة يعني (هات فلوس).. وفتح الدرج وإهمال القلم على المكتب دون كلام يعبر في بلاغة نادرة عن معان لها علاقة قوية بالاقتصاد.. وفكرة إعادة توزيع الدخل بما جعل الرقابة الإدارية تسجل له صوت وصورة للتاريخ! بما جعل الصمت لغة.. والإشارة لغة أخرى.. وهو ما شجع باشكاتب آخر في أحد أقلام المرور يتبنى دعوى.. اختزال الكلام عموما، وفصّل اقتراحه بضرورة اختزال الأمثال الشعبية والأغاني والأحاجي، الآداب.. وطبق نظريته على أغنية (ج ح ل).. أي جددت حبك ليه! وبنفس الطريقة جاري اختصار أغاني محمد عبد الوهاب.. وكذا الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ!
**
وفي طفرة متقدمة.. غير مسبوقة.. ظهرت عربات الكسح في الشوارع دون أرقام.. أو حروف.. ودون لوحات معدنية.. دون أي شئ! نجحت التجربة.. وجاري تعميمها بما يرشح رئيس قلم المرور ل ج ن ف ب.. أي جائزة نوبل في الآداب!