منذ أيام قليلة أتممت عامى الثالث والعشرين، ومثل كل عام وجدت الكثير من الأهل والأصدقاء الأحباب، يهنئونى بدورهم، فمنهم من هاتفنى تليفونياً، ومنهم من زارنى، فيما أنهالت التهنئات والدعوات عبر حسابى الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
يحل يوم مولدى فى الأول من شهر أغسطس، حيث وُلدت عام 1995م، وذلك قبل ظهور الألفية الجديدة بـ5 أعوام فقط، وها أنا الآن قد ودعت عامى الثانى والعشرين، واستقبلت عامى الثالث والعشرين، وفى طريقى نحو عامى الرابع والعشرين.
ودعت عاماً كاملاً بنجاحاته وإخفاقاته، بحلوه ومُرّه، بآماله وآلامه، بأفراحه وأتراحه، الجميع يهنئنى وأنا فى قرارة نفسى حزين على عام مر من حياتى لن يعود أبداً، عام مضى كأنه الأمس القريب.
أتذكر العام الماضى، حينما فاجئنى صديقى الصدوق وأخى العزيز، المهندس محمد عبد الرؤوف، حينما قام بإعداد احتفالية لى بمناسبة عيد ميلادى الثانى والعشرين، وحضرها عدد من الأصدقاء الأعزاء، وكانت بمثابة فرحة كبيرة، وكانت ليلة لا تُنسى.
عام مضى ولكنى تعلمت فيه الكثير والكثير، فقدت فيه بعض الأحباب الذين غيبهم الموت، واكتسبت صداقات جديدة، وخرج من حياتى أشخاص عديدة، تيقنتُ من قرب وحب الكثيرون، وبغَض آخرون ليس بينى وبينهم سوى «السلام عليكم».
عام مكون من 12 شهراً، استطعت فيه أن أخرج من فجوتى المظلمة إلى ضوء النهار، اكتشفت الكثير من الأشياء الغامضة التى لم أكن أعرفها، تبصرت سلوك المحيطين، وعملت على تحليل أفكارهم، لفهمهم، وفهم محتواهم، وعرفت بعض الأشخاص على حقيقتهم، مررت بمواقف كثيرة تعلمت منها الخبرة والصلابة.
23 عاماً مضت من عمرى دون أن أدرى، ربما لم أحقق 1% من أبسط طموحاتى وأحلامى، ولكنى على يقين تام بأنى سأكون يوماً ما أريد، سأحقق أحلامى الكثيرة، بمزيد من الجهد والعمل والصبر والمثابرة، سأنجح رفم أنف الحاقدين، فثقى بالله واسعة لأبعد الحدود، وأعلم أنه لن يضيعنى.
أسير الآن فى الطريق نحو عام جديد، متطلعاً بأن يكون أفضل بإذن الله تعالى عن الأعوام الماضية، أستطيع فيه أن أحقق ولو جزءاً صغيراً من طموحاتى، وأحلامى، وأن يكون عام النجاح والتألق، بالنسبة لى.
وصدق الشاعر كامل الشناوى، رحمه الله، حين قال: «عُدت يا يوم مولدى.. عُدت يا أيها الشقى، الصبا ضاع من يدى.. وغزا الشيب مفرقى، ليت يا يوم مولدى.. كنتَ يومًا بلا غد، ليت أنى من الأزل.. لم أعش هذه الحياة، عشتُ فيها ولم أزل.. جاهلًا أنها حياة، ليت أنى من الأزل.. كنت روحًا ولم أزل، أنا عمر بلا شباب.. وحياة بلا ربيع، أشترى الحب بالعذاب.. أشترى فمن يبيع؟ أنا وهم.. أنا سراب».
رسالة إلى نفسى.. كل عام وأنا كما أنا لا تُغيرنى ظروف ولا تُبدلنى أيام، استقبلت عاماً جديداً فى حياتى وودعت آخر، ربما نقص فيه أجلى ولم يزدد فيه عملى، ولا أدرى هل سأتم عامى القادم أم سيدركنى الموت وأكون حفنة تراب بين جدران قبر مظلم.
وفى النهاية.. أسأل الله العلى القدير أن يصلح عملى، وأن يحسن خاتمتى، ويغفر لى ذنبى، وأن يجعل الحياة زيادة لى فى كل خير والموت راحة لى من كل شر، وأسأله سبحانه أن يرزقنى حبه وحب من يحبه وحب عمل يقربنى إلى حبه.