منذ أيام مرت علينا ذكرى وفاة نجمة الإغراء الأولى عبر التاريخ «مارلين مونرو»، التى رحلت فى الخامس من أغسطس عام 1962.. كانت «مونرو» ستتجه إلى مجال عرض الأزياء، لكن شاءت الأقدار أن يكتشفها صدفة المنتج المثير للجدل «هاورد هيوز» ووقع معها عقدها الأول مع شركة «أفلام فوكس القرن العشرين» فى أغسطس أيضاً من عام 1946.
وُجدت جثة «مارلين مونرو» عارية فى فراشها، ويحمل جسدها الذى أُولع به العالم بعض الكدمات فى الوجه والأرداف.. أحاط الغموض بوفاتها بهذه الطريقة الغريبة، وقُيدت الجريمة على أنها انتحار، إلا أن هناك من يؤكد على وجود مجهول فى القصة انتزع حياة «مارلين»، فالكدمات لها دلالة، كما أن تشريح جثتها أثبت أن معدتها كانت خاوية تماماً من أى أقراص مهدئة، ويبدو أن هناك من حقنها بجرعة كبيرة من تلك المهدئات.. ومن المثير أنها قبل وفاتها أعلنت «مارلين» تضامنها مع السود فى أمريكا، كذلك رفضها الموقف الأمريكى من قضية الصواريخ الروسية.
فى أغسطس أيضاً، ذكرى رحيل «ديانا سبنسر» أميرة قلوب الشعب البريطانى، التى لقيت مصرعها فى نفق «ألما» بباريس فى أغسطس أيضاً، فى آخر لياليه، وبعد ربع قرن بالتحديد من رحيل «مونرو»، حينما تحطمت سيارتها فرحلت بصحبة صديقها المصرى، وترددت أقوال حول أن السائق كان مخموراً وأخرى تؤكد وجود سيارة مجهولة من طراز «فيات أونو» دخلت النفق أدت مهمتها ثم اختفت بعد أن حطمت سيارة «ديانا» ومعها قلوب معجبيها.
وعلى سيرة «ديانا» سندريلا القرن العشرين، نتذكر السندريلا المصرية «سعاد حسنى» التى من المرجح أنه قد أودى بحياتها مجهول آخر.. «سعاد» بنت فقيرة عانت من زحام الإخوة واضطرابات الأسرة حتى اكتشفها صدفة أيضاً العملاق «عبدالرحمن الخميسى».. رحلت «سعاد» عن دنيانا بشكل غامض بلندن، عبر السقوط من الطابق السادس فى «ستيورات تاور».. وهو المبنى نفسه الذى سقط منه الفريق «الليثى ناصف» مؤسس الحرس الجمهورى المصرى، فى أغسطس كذلك من عام 1973.
قيل إن «سعاد» انتحرت لكن هناك آخرين يؤكدون دور مجهول مستندين على أقوال صديقتها السيدة «نادية يسرى» التى تقول إن «سعاد» قصت سلك الشرفة الذى يمنع دخول الطيور الجارحة ليكون بوابتها للعالم الآخر.. قفز جسدها ليستقر على ظهره فى وضع ينفى انتحارها بل يؤكد أن هناك من ألقى بها، خصوصاً فى ضوء بلاغ وصل إلى الشرطة الإنجليزية عن وجود إزعاج فى شقتها مما يوحى بمطاردة، وبعدها بدقائق رآها طفل مغربى يقطن العمارة المجاورة وهى تهوى بجسدها على الأرض.
هى لعبة الأقدار التى تصنع لنا أساطير ننبهر بها ويُعمى ضوؤها عيوننا الضعيفة ثم تأخذها دون استئذان أو رحمة.. فـ«مارلين وديانا وسعاد» أساطير صنعها معروفون وسرقها مجهول.. ترقد أجسادهم الآن، ويمارسون، كما قال الأديب العالمى «يوسف إدريس» فى قصته العبقرية «بيت من لحم»، أعمق أنواع الصمت، وهو الصمت المتفق عليه، وأقوى أنواع الاتفاق وهو الاتفاق الذى يأتى بلا اتفاق.
رحم الله الجميع.