عرب فى مهمة «جامعية»: السماسرة بيعرفونا من «لكنتنا» وبيغلوا الأسعار
أسامة ووجدي
قدموا من مختلف البلدان العربية، وقرروا تحمل مختلف الشروط والصعاب لإكمال دراستهم الجامعية فى القاهرة. الاستغلال هو المشكلة الأكبر التى تواجههم فى رحلة بحثهم عن سكن طلابى، فبمجرد معرفة السمسار بجنسية الطالب، إما بسؤاله أو من خلال لكنته المميزة، تختلف المعاملة وتُرفع الأسعار، وتعترض طريقهم بعض المشكلات متعلقة بالسكن، لكنها لا تهبط من عزيمتهم فى الشهادة الجامعية.
ثلاث سنوات مضت على زيارة أسامة القائد، 21 عاماً، الأولى لمصر، قادماً من اليمن، للالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التجربة التى حملت معها كثيراً من الطموحات والأحلام وأيضاً الصعاب: «وقتها كنت مش عارف القاهرة وأحياءها، وعاوز سكن أرتاح فيه، ويكون قريب من جامعة القاهرة، فاخترت منطقة المنيل القريبة من كوبرى الجامعة وفى نفس الوقت جميلة ومطلة على النيل، وطوال الـ3 سنين اللى فاتوا ماخرجتش منها، رغم إنى غيرت الشقة مرتين».
معاناة «أسامة» بدأت منذ لحظة علم السمسار بجنسيته: «أول ما بيعرفوا إنك عربى بيرفعوا السعر شوية»، ليتراوح بين 3000 و4000 جنيه شهرياً: «دى كانت إيجارات الشقتين اللى اتنقلت ليهم، وطبعاً أنا قاعد مع أختى مش بتقاسم مع حد المصاريف».
سكن «أسامة» برفقة شقيقته خفف عنه كثيراً من معاناة المغتربين: «مش شايل هم الأكل أو الغسيل زى باقى الشباب المغتربين»، لكنه يواجه بعض الصعوبات فى التعامل مع السماسرة: «مع الوقت اتعلمت إنى أأمن نفسى بعقد، هو اللى هيضمن حقوقى، ومايقدرش يرفع السعر بمزاجه.. السمسار كان كل ما البنزين يغلى يزود علينا الإيجار».
وجدى عابد، نزح من فلسطين لدراسة الاقتصاد فى القاهرة، الحلم الذى طالما راوده وقرر تحقيقه، لكنه واجه بعض المعاناة أثناء بحثه عن شقة للمعيشة مع أصدقائه من الطلاب: «الأسعار مختلفة من مكان للتانى، وكل ما تقرب من الجامعة، كل ما السعر يزيد».
لم يكترث «وجدى» بموقع الوحدات السكنية القريبة من الجامعة، واختار منطقة مدينة نصر للسكن، وتصل قيمة الإيجار إلى 5000 جنيه شهرياً: «بنقسمها بينا أنا وأصدقائى».
من أهم الدروس المستفادة من الغربة، تعلم «وجدى» للطبخ، وفقاً لروايته: «بنعتمد على نفسنا فى كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالمعيشة طوال فترة الدراسة، موضحاً أنه استبعد السكن فى منطقة المنيل القريبة من الكلية بسبب ارتفاع الأسعار: «غالية جداًً، أقل حاجة بـ5000 جنيه».
ظروف مشابهة يعيشها محمد البيوك، فلسطينى الأصل، الذى يسكن برفقة زملائه الثلاثة، أثناء فترة الدراسة، حيث اضطر إلى التنقل بين عدة مناطق إلى أن استقر به الحال فى منطقة جامعة الدول بحى المهندسين القريبة من مكان دراسته: «فى الأول سكنت فى الهرم، وبعد كده فى الدقى»، وخلال فترة بحثه واجه بعض المعاناة مع السماسرة حتى عثر على الشقة: «محاولات كتيرة عشان أوصل لأريح مكان فى السكن، وتكون مواصلاته سهلة».
1800 جنيه هو إيجار الشقة الخاصة بـ«محمد»، يتقاسمها معه ابن عمه.