احتواء الأزمة بين محافظ الفيوم وأهالي ضحايا قطار دهشور
نجح الدكتور حازم عطية الله، محافظ الفيوم، في احتواء غضب أهالي وأصدقاء ضحايا حادث قطار دهشور الـ27 الذين تم الصلاة على جثامينهم مساء أمس الأول بكنيسة مارجرجس، مقر مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالفيوم، بعد أن تفقد المصابين وتقديمهم العزاء لأسقف الفيوم وأهالي الضحايا مساء أمس بقاعة العزاء بالكنيسة.
كانت حالة من الغضب بدأت بين جموع المقربين من ضحايا قطار دهشور، حينما غاب محافظ الفيوم عن تفقد موقع الحادث بمزلقان السكة الحديد بدهشور، واعتباره أن الحادث خارج نطاق محافظته، على الرغم من أن المتوفين والمصابين من أبناء المحافظة، كما زادت حدة غضبهم، حينما تغيب المحافظ عن حضور صلاة الجنازة على المتوفين الـ27 مساء أمس الأول بكنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم، وتفجرت عندما ذكر القمص مينا ميخائيل، وكيل المطرانية بالفيوم، اسم المحافظ ضمن الضيوف الذين قدمت لهم قيادات الكنيسة الشكر لتعزيتهم في ضحايا الحادث، وأنه أرسل برقية عزاء وأناب أحد مسؤولي المحافظة لحضور الصلاة، حيث قاطع أحد أقارب الضحايا كلمة وكيل المطرانية، قائلًا: "المسؤول الذي لا يهتم بنا ولا يقدرنا، ولا يحضر معنا الصلاة لا يستحق الشكر"، إلا أن الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، علق عليه وقتها بأن المحافظ اعتذر لارتباطاته باجتماع في مجلس الوزراء، وأنه سيحضر في السابعة من اليوم التالي، مساء الأمس، إلى قاعة العزاء بالكنيسة لمواساة أهالي الضحايا والمصابين في الحادث.
وتدارك المحافظ الأمر في اليوم التالي من الحادث، واصطحب الدكتور مدحت شكري، وكيل وزارة الصحة بالفيوم أمس، وتفقدا حالة مصابي حادث القطار بمستشفى الهرم، والبالغ عددهم نحو 17 شخصًا يخضعون للعلاج من إجمالي 30 مصابًا جميعهم من أبناء الفيوم، وأصدر توجيهات لوكيل وزارة الصحة بالفيوم بالتنسيق مع مستشفيات القاهرة لتوفير الرعاية اللازمة للمصابين لحين تماثلهم للشفاء، كما أصدر توجيهات لوكيل وزارة التربية والتعليم بحصر أعداد الطلبة والطالبات بالمراحل التعليمية المختلفة، وتأجيل امتحاناتهم لحين تماثلهم للشفاء نظرًا للحادث الأليم والظروف الصحية التي يمرون بها.
ولم يكتفِ المحافظ بهذا، بل توجه مساء أمس، يرافقه اللواء حسن الشافعي مدير أمن الفيوم، واللواء سعد العجمي السكرتير العام، واللواء محمد حمودة السكرتير العام المساعد، والدكتور عبدالحميد عبدالتواب رئيس جامعة الفيوم، وأعضاء المجلس التنفيذي، لتقديم واجب العزاء لأسر ضحايا حادثة قطار دهشور، بقاعة العزاء بكنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم، على الرغم من المخاوف التي كانت تنتاب قيادات الكنيسة من لحظة دخول المحافظ للقاعة، خشية من ردود أفعال الحضور، ولكن الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، والقمص ميخائيل إستراس، وكيل المطرانية، والقيادات الكنسية كانوا في مقدمة أهالي وأصدقاء الضحايا، لتلقي العزاء من المسؤولين، حتى مر الموقف دون وقوع أزمة أخرى في العلاقات بين الجانبين، وحرص المحافظ على مصافحة كل من يتقبلون العزاء شخص تلو الآخر، وأكد محافظ الفيوم خلال حضوره العزاء لأهالي الضحايا بأن التحقيقات مستمرة لمعرفة المتسبب في الحادث، وأشار إلى أن المتسبب سينال الجزاء القانوني والجنائي لما سببه من آلام وحزن أصاب الكثيرين من أسر الضحايا والمصابين، كما أكد لهم أنه تم إصدار تعليمات مشددة لوكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بسرعة إنهاء الإجراءات لصرف التعويضات المستحقة، وجلس بجوار الأسقف لمدة حوالي ساعة، ثم غادر ومعه المسؤولين من القاعة.