"أيام الظلم".. قصة أصعب فترة عاشها نور الشريف بسبب الإعلام
نور الشريف
تحل اليوم، الذكرى الثالثة لوفاة الفنان نور الشريف، والذي رحل عن عالمنا في 2015، وفقدت معه السينما فنانًا مثقفًا صاحب موهبة عالية، فقد كان له بصمات بارزة في عالم السينما وكذلك الدراما.
وفي آخر حوارٍ له، مع الكاتب والسيناريست مدحت العدل، عبر قناة "Cbc"، روى قصة أصعب 6 أشهر عاشها، بسبب الإعلام، وذلك بعد الفترة التي أعقبت عرض فيلم "ناجي العلي" عام 1992، حيث قال: "الإعلام لما يحب يهد حد بيهده".
فجأة التفت إلى الكاميرا، موجهًا حديثه إلى الجمهور، قائلًا: "أفظع شيء في الدنيا الظلم"، حيث نظمت إحدى الصحف، حملة هجوم ضده، لمدة 6 أشهر متواصلة بسبب فيلمه "ناجي العلي"، عندما جرى اتهامه بعدم الوطنية، وحصوله على 3 ملايين جنيه، من قِبل منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في هذا الفيلم.
ورغم مشاركة عدد كبير من زملاءه الفنانين، في تلك الحملة، لكنه لم يسع للرد على تلك الادعاءات كما وصفها، إذ أنه لم يكشف عن خطاب الشكر الذي تلقاه من قِبل الرقابة آنذاك، بسبب مشاركته في هذا الفيلم، لافتًا إلى أن ياسر عرفات التقى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في القاهرة، للمطالبة بمنع عرض "ناجي العلي"، لذلك فإن تلك الزيارة تُعد الرد الأكبر على الشائعات المتعلقة بحصوله على مبالغ مالية من "التحرير الفلسطينية".
نور الشريف، فكَّر في الهجرة إلى الخارج، بسبب تلك الحملة، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك القرار، فقد سانده الفنانون "محمود ياسين، ويحيى الفخراني وصلاح السعدني"، ورفضوا الاشتراك في تلك الحملة، كما جرت إقالة جميع الصحفيين من المؤسسة الصحفية الذين رفضوا الاشتراك في الهجوم عليه، قائلًا: "أبشع شيء إنك تتظلم.. تخويف المفكر ده أبشع شيء".
فيلم "ناجي العلي" من بطولة نور الشريف، وليلى جبر، ومحمود الجندي، ومن تأليف بشير الديك، وإخراج عاطف الطيب، وتدور أحداثه بعد واقعة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها الفنان الفلسطيني ناجي العلي في العاصمة البريطانية لندن في عام 1987، ودخوله لغرفة العناية المركزة.
ويعود الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها ناجي العلي في حياته بدءًا من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله في الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددًا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، كما يتعرض الفيلم لأبرز مواقفه السياسية التي سجلها في رسومه الكاريكاتورية.