لا تزال السيدة نهال كمال - أرملة الراحل العظيم عبدالرحمن الأبنودى - تتعامل مع محبيه ودراويشه كما لو كان على قيد الحياة: تلك كانت وصيته غير المكتوبة. الأبنودى - وهذا كلام دارج ومنطقى - لا يموت، لأنه ترك للثقافة المصرية والعربية إبداعاً يعيش إلى يوم القيامة. وترك للسيدة نهال بيتاً جميلاً فى الإسماعيلية، مغطى بالعديد من أشجار المانجو. لا أعرف إن كانت تفعل ذلك من تلقاء نفسها أم بناءً على وصيته، لكنها أرسلت - كعادتها كل عام - كرتونتى مانجو بمجرد أن «طابت ع الشجر»، واحدة لى والأخرى للصديق محمود مسلم. وهذه ليست «منجة» عادية، لأن فيها رائحة عبدالرحمن الأبنودى، المعلم الذى نفتقده: مبدعاً، ووطنياً مرهفاً، وساخراً لاذعاً.