مساء الخميس 2/8/2012 دعا مكتب مكافحة الإرهاب فى إسرائيل جميع السياح الإسرائيليين فى جزيرة سيناء إلى مغادرة المنطقة على الفور، وقال المكتب فى بيان إن التهديد «ملموس وكبير للغاية» وتم نشر هذا التحذير على بوابة الأهرام الساعة التاسعة إلا الربع مساء نفس اليوم.
وأذاع التحذير على الهواء مباشرة ومن التليفزيون المصرى الإعلامى أسامة كمال فى برنامج «نادى العاصمة» وقال لا بد من أخذ التحذير بجدية، كما نشرته فى اليوم التالى معظم الصحف المصرية.
ويأتى هذا التحذير بعد العديد من الحوادث الإرهابية التى تمت فى سيناء أبرزها تفجير خط أنابيب الغاز الذى يحمل الغاز الطبيعى من مصر إلى كل من إسرائيل والأردن خمس عشرة مرة خلال ثمانية عشر شهراً وقتل جندى فى 3 مايو بعد أن فتح مسلحون النار على نقطة تفتيش فى رفح بالقرب من الحدود مع غزة والعثور على جندى مقتول فى 8 مايو وفى يونيو قُتل خمسة من عناصر الشرطة، حينما فتح مسلحون النار على نقطة تفتيش فى العريش شمال سيناء وفى 19يوليو قتل مسلحان من فوق دراجة نارية جنديين اثنين فى منطقة الشيخ زويد، بالقرب من رفح فى شمال سيناء ولم يتم التعرف بعد على المهاجمين أو اعتقالهما، إضافة إلى مهاجمة قسم شرطة العريش بقذائف آر- بى- چى وتهديد المحاكم لإخلاء سبيل متهمين محكوم عليهم وتم إخلاء سبيلهم تحت تهديد السلاح.
فى نفس الوقت يعلن المسئولون المصريون مدنيون وعسكريون أنه لا خوف من أى حادث إرهابى وأن الأمن مستتب بل إن السيد المشير محمد حسين طنطاوى صرح بأن الوضع فى سيناء مائة بالمائة وحين قال وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل إن الوضع مطمئن زجره السيد المشير قائلاً «أنا بقول 100% مش مطمئن» وبعدها التقت الرئاسة المصرية قيادات حماس المسيطرة على قطاع غزة وأعلن عن فتح معبر رفح وبعدها أصدر الرئيس محمد مرسى قرارات بالإفراج والعفو عن المعتقلين من جماعات إسلامية كانوا معتقلين قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير.
كل ذلك يذكرنى بتحذير الرئيس عبدالناصر للقوات المسلحة بأن هجوماً إسرائيلياً سيتم على مصر يوم الخامس من يونيو 1967 ورد عليه المشير عبدالحكيم عامر بمقولته الشهيرة «برقبتى ياريس» ووجه الشبه أنه بالرغم من وضوح الخطر ووجود مؤشرات قوية على أنه خطر داهم ومحقق الوقوع فإن الأمور لا تواجه باحتراف أمنى أو عسكرى يمنع الكارثة قبل وقوعها، خاصة أن هناك تحذيرات مسبقة تؤكد حدوث الكارثة فأين كانت أجهزتنا الأمنية سواء المخابرات العامة أو الحربية أو جهاز الأمن الوطنى وأين كانت القيادات العسكرية المحترفة بل وأين كانت القيادة السياسية من كل ذلك؟
إن التراخى فى اتخاذ إجراءات أمنية فى مواجهة كل الحوادث التى سبق ذكرها وعدم الرد عليها بالعنف الواجب شجع العناصر الإجرامية ومكنها من عملية رفح الأخيرة التى راح ضحيتها ستة عشر شهيداً وسبعة مصابين من أبنائنا من زهرة شباب مصر لم يستشهدوا نتيجة لهذا العمل الخسيس والجبان فقط وإنما شارك فى ذلك هذا التراخى والإهمال الجسيم من قياداتهم ومن الأجهزة المنوط بها حماية أرواحهم، هذا الإهمال يوازى ما جرى فى يونيو 1967، هذا الإهمال يجب أن يحاسب عليه كل مسئول من أول رئيس الجمهورية وحتى أصغر رتبة عسكرية لم تقم بأداء واجبها لمنع وقوع هذه المذبحة.
لقد وعد الرئيس محمد مرسى بأنه سيكون هناك رد فى اليوم التالى للمذبحة فأين الرد؟ لقد أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً أقسم فيه بالانتقام فأين القصاص أم سنكتفى بالحداد؟
وماذا بعد.. وهل سننتظر حتى تفصل سيناء عن مصر؟ وتقام عليها إمارة إسلامية أو توطين فلسطينى أو أن يعلن من يسيطرون عليها اليوم استقلال سيناء عن مصر؟
يجب إعلان حالة الطوارئ فى منطقة سيناء فوراً ولمدة أقصاها ستة أشهر يتم خلالها تطهيرها من كافة العناصر الإجرامية والإرهابية باستخدام كافة الأسلحة بما فيها الطائرات للقضاء على هذه العصابات الإجرامية أياً كانت جنسيتها أو انتماؤها، فمصر وأمنها أولاً قبل فلسطين وقبل حماس، ودماء شباب مصر الطاهرة الزكية أغلى من أن تراق بهذه الخسة، إننا ننتظر رد الفعل، ننتظر القصاص، ننتظر رد الكرامة، ننتظر فرض هيبة الدولة على كل بقعة من أرض مصر.
فالشعب المصرى لن يقف عاجزاً -مكتفياً بالحداد- ومصر تحترق ومعرضة للتقسيم فأين أنتم يا من سعيتم لتحمل المسئولية التى ستحاسبون عليها أمام الله وأمام الشعب وماذا أنتم فاعلون؟